الحكواتي..كواليس فيلم “الأرض”..سعاد حسنى ومحمود مرسي ونور الشريف كانوا الأبطال

.. الاهالى هاجموا فريق العمل بسبب المقام..

أحداث الفيلم بتدور في واحدة من القرى المصرية سنة 1933، لما العمدة بيقول للفلاحين أن حصة ري أراضيهم بقت بالنص بينهم وبين محمود بيه الإقطاعي، فالفلاحين طبعا مش بيعجبهم الكلام وبيقرروا انهم يقفوا فى وش العمدة، وفى نفس الوقت اللى بيقترح فيه محمد أفندي أنهم يقدموا “عريضة” للحكومة، بيتم الكشف عن طريق جديد هيتعمل فى القرية لصالح البيه وده معناه انهم هياخدوا كمان اجزاء من اراضيهم علشان تتطور الأحداث بشكل متلاحق..
ناس كتير عارفة من الفيلم افيه “علشان كنا رجالة ووقفنا وقفة رجالة” والمشهد الشهير لمحمود المليجى وهما بيسحلوه فى الارض على وقع انغام “الأرض لو عطشانة نرويها بدمانا”.. لكن اللى كتير مش عارفينه ان اللى كان هيقول الافيه ويتسحل السحلة السودا دى مكنش اصلا المليجي.. لان الدور اتعرض اولا على محمود مرسي.. وكان فى الوقت ده المليجي هيعمل شخصية الشيخ يوسف اللى لعبها عبدالرحمن الخميسي ـ ده اللى اكتشف سعاد حسنى بالمناسبة ـ واللى اشترط أن اسمه يتكتب قبل المليجي لأنه شاعر ومخرج وممثل بينما المليجي ممثل بس.. وفضل يوسف شاهين فى مفاوضات معاه لساعات لحد ما اتفقوا على أنهم يكتبوا اسم الخميسي بنفس البنط اللي هيتكتب بيه اسم يحيي شاهين ومحمود المليجي لكن في مكان تانى مستقل..
المهم ان الدور لما اتعرض على محمود مرسي وافق ورحب جدا وكان حابب الدور لكن لسوء حظه ان مواعيد تصوير الفيلم اتعارضت مع تصوير فيلم “شيء من الخوف” ايوه بتاع عتريس وفؤاده..
طبعا محمود مرسي ولانه كان حابب الدور وعارف كويس انه هيفرق معاه فى مشواره كفنان حاول مع يوسف شاهين أنه يعدل مواعيد التصوير لكن شاهين رفض.. ورشح المليجى واصر ان الفيلم يخلص فى الوقت اللى حدده عشان يلحق العرض فى مهرجان موسكو سنة 1969..
بعدها رشح يوسف شاهين نور الشريف علشان يعمل شخصية عبدالهادي لكن نور اعتذر بسبب مشهد الجاموسة.. خصوصا لما عرف أنه هيرفعها من الترعة بجد .. وهنا حاول يقنع يوسف شاهين بإنه يستعين فيه بدوبلير.. ولما شاهين رفض اعتذر نور عن الفيلم .. وراح الدور لعزت العلايلى اللى عمل المشهد وقال أن جاله ديدان وفضل فترة يتعالج بسبب المشهد اللى استمر تصويره 10 ساعات…
وقال أن المشهد كان بيتصور فى الشتا .. وشاهين حدد معاد تصوير المشهد 6 صباحا.. يومها العلايلي راح لواحد من الفلاحين اداله قرشين وقاله “انزل كده المايه وقولى باردة ولا ايه” فالفلاح راح ورجع وقاله “خد فلوسك يا بيه .. هو انت هتنزل فى الميه دى؟” فقاله اه ، فقاله :” ازاى دى كلها ديدان”..
رجع عزت العلايلى ليوسف شاهين فلقاه ماسك ازازه وعمال بيرش منها فى الترعة فسأله بتعمل ايه فقاله “ده مطهر ديدان” فاستغرب العلايلى وقاله “يعنى دى اللى هتطهر الترعة؟” لكن يوسف شاهين مداش فرصة للعلايلى أن المناقشة تطول اكتر من كده وطلب منه ينزل الميه عشان يصور المشهد..
من أكتر الأدوار اللى كانت محيرة يوسف شاهين ومش لاقى لها حد .. دور دياب .. لحد ما فى يوم وهو قاعد مع حسن فؤاد.. دخل عليهم على الشريف اللى كان جاي يزور فؤاد .. واول ما شافه شاهين صرخ وقال “هو ده دياب”.. فعلى الشريف بقى واقف مش فاهم دياب مين.. لحد ما يوسف شاهين قاله انه بيدور على حد يعمل شخصية دياب في فيلم “الأرض” وانه كان محتاج ممثل بمواصفات معينة ومش لاقيه .. لحد ما ربنا بعت له على الشريف .. اللى عمل الدور زى ما شاهين عايز بالظبط.. وخد جايزة من جمعية الفيلم، وبدأ اسمه يتعرف ويتشهر.. رغم انها كانت اول تجربة تمثيل له..
أما دور وصيفة فكانت مرشحة ليه الاول سعاد حسني واعتذرت بدون ابداء اسباب.. وهنا قرر شاهين أنه يفاجئ الكل ويرشح المذيعة اللامعة نجوي ابراهيم.. واللى اعتذرت فى الاول لكن شاهين قدر يقنعها فى الاخر.. وكان الدور برضه سبب فى زيادة نجوميتها.. وقالت ان اهالى البلد اللى كانوا بيصوروا فيها كانوا مسمينها “العروسة” وكانوا بيروحوا يوميا يتفرجوا عليها وهى بتعمل ميك اب فى الطل..
من أشهر كواليس الفيلم .. هو اليوم اللى قرر يوسف شاهين فيه انه يهد ديكور المقام اللى عمله فى البلد.. لانه بحسب تصريحات ابطال الفيلم الاهالى هاجوا وغضبوا وقالوا ازاى تشيلوا مقام الولى الجديد..
كمان اليوم اللى كان الفلاحين بيجروا فيه من عساكر الانجليز لما بيوصلوا البلد .. حمدي احمد وصلاح السعدني وعلى الشريف وممثلين تانيين.. يومها العلايلى قالهم “هتجروا بالجزم والبلغ كده ؟ افرضوا الكاميرا جابت اللقطة يبقى شكلنا مش حلو..اقعلوها علشان الواقعية”.. فتحمسوا اوي واول ما جو قال دور.. بدأوا يجروا .. وينطوا .. وقتها طبعا الغيط كان مزروع فيه قطن ولما شالوا القطن جدوره كانت لسه موجودة وبتبقى عاملة زى المسامير .. وطبعا هما مش قادرين يقفوا ..لو وقفوا هيبوظوا الشوت .. ففضلوا ينطوا لحد ما شاهين قال استوب.. وكله بدأ يصرخ ورجلهم بتنزل دم .. ووقفوا يدعوا على العلايلى ويقولوا واقعية عزت ضيعتنا وودتنا فى داهية ..
عندنا كمان المشهد اللى المفروض ان المليجي مينطقش فيه وبتنزل دمعة من عينه.. يومها يوسف شاهين قال هنصور مرة واحدة علشان احساس الراجل وفعلا المليجي عمل اللقطة حلو اوي.. لكن فجأة واحد من المساعدين قال في مشكلة حصلت ولازم نعيد .. وهنا جو بدأ يصرخ ويقول لازم نحترم احساس الراجل ..فالمليجي قاله انت بتزعق ليه انا اعيده تانى عادي.. وعاده 12 مرة بنفس الاحساس.
.
الهامي سمير

من صفحة الحكواتي على الفيس بوك