من أروقة المخابرات المصرية.. القصة الحقيقيه للجاسوسة الفاتنة “ايزابيل بيدرو”

.
في عام 1934بمدينة القدس القديمة، ولدت ايزابيل بيدرو عند بلوغها سن المدرسة ارسلها والدها لأخته في اوروجواي لتتعلم إلى أن حصلت على بكالوريوس الهندسة المعمارية.
في مطلع 1960 كانت جولدا مائير في زيارة لدولة اوروجواي كان سبب الزيارة الرئيسي بحث مشاكل اليهود التي زادت في اوروجواي كان مرافق لها في الزيارة ايسر هاريئيل رئيس الموساد في هذا الوقت
عقب الزيارة الرسمية عقدوا اجتماعات مع التنظيمات الشباب اليهودي وقتها قام شباب اليهود بعرض مشاكلهم
منهم بنت جميله في حوالي السادسة والعشرين من عمرها قامت بتوجيه كلامها لشباب اليهود وسألتهم لماذا لا تعرضون سوى المشاكل فقط
لماذا لا نتحد لتقديم العون والدعم للدولة الام؟!
نظرت لها جولدا مائير بإعجاب وطلبت أن تقترب منها وابدت إعجابها باللغة التي تتحدث بها فاخبرتها الشابة أنها تعرف عددا من اللغات بالتي تعرفها بل إنها تجيد بعضها بطلاقه فقالت لها جولدا مائير بإعجاب شديد أن مثلها مكانه اسرائيل ثم نظرت بخبث لرئيس الموساد ولسان حالها يقول ما رأيك في هذه الهدية؟!
ايزابيل بيدرو منذ صغرها كانت تكره كل ما هو غير يهودي حتى أنها أسست منظمة شبابية تمنع اليهود من الانصهار في المجتمعات الأخرى وتمنع اليهوديات من الزواج من غير اليهود وأسست صندوق اسرائيل العظمى لجمع التبرعات والمساعدات وإرسالها لإسرائيل وكانت ترى أن خدمتها لإسرائيل من الخارج أفضل وكانت في هذا الوقت في الخامسة والعشرين من عمرها
بعد زواجها من يهودي وبعد قصة زواج فاشلة استطاعت الحصول على الطلاق بشكل رسمي ثم هاجرت إلى إسرائيل من ميناء جنوة الإيطالي واستقرت في شقه بالقرب من تل أبيب والتحقت بوظيفة في مجال التصوير والتصميمات المعمارية ومنذ وصولها اسرائيل وهي تحت رقابة الموساد الإسرائيلي الذي وجد فيها منذ البداية موهبة تستحق التجنيد
فى بداية الستينيات من القرن الماضى فوجئت ايزابيل بيدرو بشابين يطرقان بابها وطلبا منها أن تأتى معهما إلى مكتب، إسحق شامير، رئيس جهاز الموساد فى ذلك الوقت لأنها مرشحة لتقديم مهمة وطنية لإسرائيل.
وقالت الصحيفة، إن “إيزابيل” كانت تبلغ من العمر فى ذلك الوقت 28 عامالم تتجاوز فترة إقامتها فى إسرائيل سوى عام واحد، حيث كانت من أصول لاتينية ثم انتقلت عائلتها لفترة من الزمن لهولندا.
وتابعت إيزابيل قولها “اعتقدت فى البداية أن الشابين حضرا لها لأمر يتعلق بعملها فى شبكة للدعارة وأعمال البغاء التى كانت تقوم بها قبل سفرها لإسرائيل.
وطلبت منهم أن يقابلها أحد الشخصيات المسؤلة في الدولة وبالفعل وفي اليوم التالي كانت على موعد في أحد الكافيهات في شارع دايزنجوف في تل ابيب مع رئيس الموساد شخصيا!
الذي أخبرها وبشكل مباشر أن عليها أن تجتاز بعض الدورات التدريبيه بعد اجتيازها هذا الدورات بنجاح تم إرسالها في مهمة اختبارية في معسكر اسرائيلي لتصوير كل ما يمكنها تصوير دون أن تلفت الإنتباه وبالفعل نجحت في المهمة بعدها دخلت في اختبار آخر حيث تم تكليفها بالتسلل داخل محطة الطاقة شمال تل أبيب دون مساعدة من أحد وتسجيل كل ما تقع عليه عينك في ذاكرتك وبعد خروجك منها عليك تقديم تقرير بالرسومات وبكل دقة واحترافية نفذت العملية وسط دهشة رؤسائها الذين اكتفوا بهذين التدريبين ونقلها للمرحلة الاساسية حيث خصصوا لها شقة في تل أبيب لتكون مقر تدريبات مكثفة لها لمدة 4 شهور
بعدها وقعت خلافات شديدة بين أيسر هاريئيل رئيس الموساد وديفيد بن جوريون رئيس الوزراء وصلت الخلافات إلى حد التراشق بالالفاظ بعدها استقال هاريئيل وخلفه مائير عاميت الذي ما إن تولى منصبه حتى تم عرض ملف الجاسوسة ايزابيل بيدرو عليه فأبدى إعجابا شديدا بها وطلب مقابلتها بنفسه
واخبرها بأهمية العملية التي سوف تسند إليها وأنهم يثقوا فيها ثقة عمياء
وقالت إيزابيل للصحيفة، إنه قد تم تدريبها داخل موقع عسكرى إسرائيلى، وشمل التدريب استخدام الأسلحة والحبر السرى واستخدام أجهزة فك الشفرة.
وواصلت ها آرتس مزاعمهما قائلة: إن إيزابيل، عملت جاسوسة فى القاهرة تحت إشراف إسحق شامير، الذى أصبح فيما بعد رئيس وزراء إسرائيل، والذي قابلته في باريس وقام بتدريبها على المهمة ونظراً لعدم إتقانها اللغة العربية وتحدثها بالفرنسية، فعرض عليها ثلاث دول عربية ليتم زراعتها فى إحداها، وكانت تلك الدول هى سوريا ولبنان ومصر، ولكنها اختارت القاهرة للعمل فيها لعشقها للتاريخ الفرعونى والآثار المصرية القديمة.
وأضافت الصحيفة، إن رئيس الموساد، أيسر هارائيل، وافق على اختيارها لمصر على اعتبار أن مصر هى العدو الرئيسى لإسرائيل، وتضمنت مهام العمل التى تم تكليف إيزابيل القيام بها، رصد مواقع البنية التحتية، وخاصة مشروع بناء السد العالى التى كانت تقوم مصر ببنائه فى ذلك الوقت، ثم سافرت بعد ذلك لباريس، لمقابلة شامير ليكلفها بمهام أخرى، منها القيام بجولات فى كل مكان بمصر، لرصد تحركات الجيش المصرى، ومعرفة كل الأمور والمواضيع التى تدور بين القيادات السياسية المصرية، من خلال شبكة علاقات واسعة معهم، حيث أوضح شامير لها بأن مصر، تعد أكبر عدو لإسرائيل، وأن عبد الناصر العدو الأول لتل أبيب وأن شامير جهز لها أوراق سفر فرنسية وشهادة أنها حصلت على بكالوريوس الهندسة المعمارية من فرنسا
وقالت إيزابيل، لهاآرتس خلال اعترافاتها، إنها جاءت إلى مصر وكان معها جهاز خاص لإرسال الرسائل لإسرائيل يسمى “موريس”، وأنها عملا بتعليمات الموساد انصهرت منذ اللحظات الأولى في المجتمع المصري وحسبما قالت، فإنها كانت تقيم فى فندق “سميراميس”، ثم بدأت تعمل بكوافير الفندق لأنها كانت تدرك أن أصحاب تلك المهنة يتحدثون كثيرا فى كل شىء. وهناك تعرفت على زوجات الضباط الألمان والروس الذين بدورهم اصطحبوها لأشهر النوادي في مصر وداخل النوادي زاد عدد معارفها وزادت المعلومات التي كانت تحصل عليها
وتمضى هاآرتس فى حكايتها المزعومة مشيرة إلى أن إيزابيل تعرفت على شاب مصرى فى أحد الفنادق وقال لها إنه صحفى ثم قابلته عدة مرات ثم عرفها على ضابط بالجيش برتبة ملازم أول وذهبا سويا لنادى الجزيرة، وفى نفس العام الذى قبض فيه على الجاسوس الإسرائيلى “لوتس ” فى عام 1965، ثم تعرفت بعد ذلك على إيطالية متزوجة من مسئول مصرى كبير، حرصت على مقابلتها بعد ذلك فى مطعم “جروبى” بوسط القاهرة، ثم اهتمت بعد ذلك بزيارة محافظات الدلتا بالإضافة لموقع بناء السد العالى فى أسوان
وزعمت هأرتس أن إيزابيل حصلت على خرائط تحدد عمق أساسات السد العالى فى أسوان وخرائط بنائه وكل تفاصيل المشروع، كشفت إيزابيل لهاآرتس، إنها خرجت من مصر 3 مرات الأولى لإيطاليا، حيث تعرفت على أحد السياسيين العرب، ومن إيطاليا سافرت لفرنسا والتقت فى باريس إسحق شامير مجدداً والذي قال لها بخبث بعد جلسة عمل أن هذا الفستان المثير قد يعجب صديقك الشاب المصري الجديد في إشارة منه لتتقرب إليه أكثر و توقعه في شباكها وعكس كل التوقعات فإن الشاب المصري الدكتور احمد الراوي شك في تصرفاتها وقام بابلاغ المخابرات المصرية عنها
وفي اسوان وفي رحلة نيلية على مركب لفت نظر ايزابيل وجود لقاء إذاعي مع أحد مهندسي السد العالي والذي كان يمسك بيده بعض الرسومات الهندسية للسد ويشرح المذيعة النقاط الفنية
وبسرعة تعرفت على المهندس وافهمته أنها باحثة في المعمار ومهتمه بموضوع السد وطلبت منه الاطلاع على الرسومات
بشهامة المصريين وافق المهندس وقال لها المتاح فقط هو ما سوف يطلعها عليه ومع تعدد المقابلات بينهما استطاعت سرقة الرسومات وطارت بها لباريس وسلمتها شامير الذي فرح بالصيد الثمين فرحا شديدا وهو لا يعلم أن المهندس ضابط مخابرات مصري وأن الرسومات ما هي إلا رسومات مضللة
عادت مرة أخرى ايزابيل للقاهرة وهذه المرة كانت تحت عيون المخابرات المصرية وقاموا باستغلالها عن طريق التجنيد العكسي بتمرير معلومات مغلوطة بغرض تضليل الموساد ولمعرفة إن كانت تعمل بمفردها ام قامت بتجنيد شبكة في مصر
استمر الوضع الي أن سافر شامير لإسرائيل لتولي منصب جديد وأصبح الضابط المسؤول عنها إيهود حاييم الذي استدعاها لباريس لتسليمها جهاز ارسال جديد وهنا رصدت المخابرات المصرية المعلومة
وهنا كانت المخابرات المصرية أمام حلين إما إلقاء القبض عليها أو تركها واستمرار مراقبتها وكان القرار تركها وتكملة العملية
لكن المفاجأة أن استدعاء العميلة بهذه الطريقة كان لأن الموساد اكتشف أن المخابرات المصرية كشفت العميلة
عادت مرة أخرى لإسرائيل عام 1965 للتقاعد بعد ذلك انقطعت صلتها بالموساد بعد هذا ووقعت خلافات بينها وبين الحكومة الإسرائيلية لدرجة أنها رفضت العمل في جامعة بن جوريون بعدها عادت لعملها الاصلي كمهندسة معماريه.
عبير مدين
كاتبة وروائية مصرية