منوعات

أولياء الله الصالحين

سيدي محمد البحر وأصل شارع باب البحر وباب الشعرية ( 2 )

يبدأ شارع باب البحر من ميدان باب الشعرية – الشعرية هم طائفة من قبائل البرببر يقال لهم بنوا الشعرية هم ومزانة وزيارة، وهوارة من أحلاف لواته، الذين نزلوا بالمنوفية ، ومعنى هذا أن حي باب الشعرية يعود إلى بداية نشأة القاهرة والذين جاءوا مع جوهر الصقلي ضمن الجيش الفاطمي، الذي جاء من المغرب لفتح مصر – وينتهي بشارع كلوت بك أول الفجالة، وقد قيل في سبب الاسم أن التسمية جاءت من وجود باب بالفعل من أبواب القاهرة في هذه المنطقة كان يطل على مجرى النيل الذي كان يجري في المنطقة قديما خاصة من جهة الخليج المصري أو شارع بور سعيد حاليا الذي كان مع شارع الخليج يكونا فرعا للنيل، كما كان النيل موجود بميدان رمسيس .

وقيل إنه بقيت آثار هذا الباب حتى سنة 1847 م، ثم تم هدمه بأمر محمد على، ولم يتبق منه شيء. وقد ذكر أحد المؤرخين أن “باب البحر” كان أحد بابين جعلا في جزء من السور الشمالي، الذي شيد في العصر الأيوبي أيام صلاح الدين بعد توليه السلطنة ليحمى العاصمة وليكمل امتداد سور حصن القاهرة الشمالي نحو الغرب. وقد شيد باب البحر والباب الآخر – وهو باب الشعرية – في ذلك القطاع من السور، في سنة 572 هـ ( 1174 م) على يد الخصي بهاء الدين قراقوش وزير صلاح الدين، الذي هدف من ذلك إلى أن يحيط العاصمة كلها، بما فيها من أحياء، مثل القاهرة أو حصن الفاطميين والفسطاط والعسكر والقطائع، وما استجد حولها وبينها من أحياء في غرب القاهرة حتى ساحل النيل الشرقى.

وقيل السبب في اسم شارع باب البحر هو النسب لسيدي محمد البحر الذي له مسجد بالشارع، وله نسب الشارع، والمسجد معروف قديما ب(زاوية القصري) نسبة إلى الشيخ محمد بن موسى عبد الله بن حسن القصري المالكي المغربى الذي قدم إلى القاهرة وانقطع بهذه الزاوية، وطلب العلم إلى أن مات بها في التاسع من شهر رجب سنة ثلاث وثلاثين وستمائة ودفن بها بالطريقة الصوفية . كما يوضح عباس الطرابيلي في كتابه “أحياء القاهرة المحروسة.. خطط الطرابيلي”، أن باب البحر هو ليس البحر المالح وليس بحر النيل الذي كان يصل إلى هذا المكان عند باب البحر، لأنه يعود إلى سيدي الشيخ محمد البحر، وهو أحد العلماء الذي أتي في زيارة لصديقة الشيخ تاج الدين، وظل معه سنوات تم خلالها تنظيم اجتماعات ولقاءات مع سكان الحي للحصول على فتوى علمية، وتحول الأمر إلى كونه عالم ديني ذو رأي صائب، فكانت جميع آرائه تأتي في محلها وهنا تبارك الناس به وأصبح يرون فيه شيخ من شيوخ الله، وعندما توفي قرر سكان الحي دفنه في الشارع وإقامة مقام له فى الجامع. وقيل أن المسجد يضم ضريحا آخر للعارف بالله تاج الدين، وهو الذي بنى المسجد الأثري. ويروي الناس من كرامات سيدي محمد البحر أنه جعل كل العظماء الذين يمرون من أمامه يجلونه ويعظمونه وكان أخرهم الملك فاروق، الذي نزل من موكبه ليسير على قدامه احترامًا للشيخ محمد البحر عنما كان الركب يمر من شارع البحر .

وكان شارع البحر هو المصدر الأساس لحلوى المولد النبوي الشريف لمصر كلها، وبالشارع كان الاحتفال بالمولد، ويتضمن الزينة التي تملئ الشارع، وتوزيع الحصان والعروسة على الأطفال، وأيضًا يقوم حصان المولد وهو حصان يأتي من الأسطبل ويزين بطريقة معينة ويلف معه الأطفال فى الشارع مغنيًا أغاني المولد الشعبية وراء سيدات الشارع، واللاتى كن يحفظن تراث هذه الأغاني جيدًا، فكانت لكل مناسبة أغنية. ومع مرور العصور وترك عدد من كبار صناعة الحلوى المهنة بدأت الإنتاج يقل ويكون فقط في الموسم وهو شهر فى العام.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى