أكسيوس: واشنطن طلبت عدم استهداف عناصر الشرطة المرافقة للمساعدات وإسرائيل رفضت
كشف موقع “أكسيوس” الأمريكي، اليوم السبت 24 فبراير 2024، عن طلب الإدارة الأمريكية من إسرائيل التوقف عن استهداف أفراد عناصر الشرطة بالقطاع، والذين يرافقون المساعدات، محذرة من أن “الفراغ الأمني في غزة” ، الذي سوف يحدث نتيجة دلك سيؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية في القطاع، وفقاً لمسؤولين أمريكيين وإسرائيليين.
وأكد الموقع الأمريكي أن المسئولين الأمريكيين يشعرون بقلق متزايد من “تحوّل القطاع إلى مقديشو” حيث فتح الفراغ الأمني في غزة الباب أمام العصابات المسلحة لمهاجمة ونهب شاحنات المساعدات، ما يزيد الضغط على النظام الإنساني المأزوم بالفعل في القطاع.
وأكد مسئولون أمريكيون للموقع أن هذا مصدر قلق ظلت إدارة بايدن تحذر إسرائيل منه منذ عدة أشهر، وفي الأسابيع الأخيرة حدث انخفاض كبير في عدد شاحنات المساعدات التي تدخل غزة، وفقاً لمكتب المساعدات الإنسانية التابع للأمم المتحدة (أوتشا).
يذكر أن أفراد من قوة الشرطة المدنية، التي تديرها حركة حماس، ويعملون في رفح، وعلى الجانب الفلسطيني من معبر كرم أبو سالم كانوا يرافقون شاحنات المساعدات لضمان أمانها، لكنهم تركوا مواقعهم في وقت سابق من هذا الشهر، بعد أن استهدفتهم إسرائيل.
وكان قد قُتل ما لا يقل عن 11 من أفراد الشرطة في رفح في غارات جوية إسرائيلية في الأسابيع الأخيرة، وفقاً لمسؤولين أمريكيين.
وأكد المسؤولون أن ذلك فتح الطريق أمام “العصابات المسلحة” للسيطرة على المساعدات.
الفراغ الأمني في غزة
وقال المبعوث الأمريكي للشؤون الإنسانية، ديفيد ساترفيلد، في إحدى الفعاليات الأسبوع الماضي، إن الشرطة المدنية في غزة “تضم بالتأكيد عناصر من حماس”، لكنها “تشمل أيضاً أفراداً ليس لديهم ارتباط مباشر بحماس، وهم موجودون هناك كجزء من السلطة الفلسطينية”.
وقال منسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في الأراضي الفلسطينية جيمس ماكجولدريك، إنه نتيجة للفراغ الأمني في غزة، تعرضت العديد من الشاحنات التي دخلت غزة مؤخراً لسرقات من العصابات، فضلاً عن الفلسطينيين الذين هم في حاجة ماسة إلى المساعدات، فإن الأوضاع في القطاع تدهورت، وتفاقم الجوع.
وأضاف ماكجولدريك، أن إيصال المساعدات إلى شمال غزة كان صعباً بشكل خاص، ويأمل مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية أن تفتح إسرائيل معبراً في الشمال؛ حتى تتمكن شاحنات المساعدات من الوصول مباشرة إلى المناطق الأكثر احتياجاً للإمدادات، مشيراً إلى أنهم يحاولون الحصول على ضمانات من إسرائيل بعد استهداف الشرطة.
كما أعرب مسئولو إدارة بايدن عن مخاوفهم مع نظرائهم الإسرائيليين، وطلبوا من إسرائيل التوقف عن استهداف الشرطة المدنية التابعة لحماس، ما دام لا يوجد بديل يمكن أن يوفر الأمن لشاحنات المساعدات، حسبما قال مسؤولون إسرائيليون وأمريكيون.
من جانبها رفضت إسرائيل الطلب لأن أحد أهدافها في الحرب هو التأكد من أن حماس لم تعد تدير قطاع غزة، حسبما قال مسؤولان إسرائيليان.
وقد ناقش وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، الخميس الماضي، المخاوف الأمريكية مع نظيره الإسرائيلي يوآف جالانت، وقال المسؤولون الأمريكيون والإسرائيليون إن أوستن شدد على ضرورة إيجاد طريقة لتوفير الأمن لشاحنات المساعدات.