.. أنثى العقيدة ..

بِاسْمِ الأم ..

بِاسْمِ العقيدة

باسمِ ثورتِكِ الصّاخبة ..

أراكِ تتأبَّطينَ العالمَ

تنظرينَ إلى الغدِ الآتي

تراقبينَ الطّريق

تغمسينَ روحَكِ في لُجَجِ الحياة

تتجرّعينَ شهقةَ الأنفاسِ

لتنحني على راحتيْكِ السّماءُ

وتسجدَ الكواكبُ عندَ قدميْكِ

إنْ تمخّضْتِ تُنجبينَ السّرايا

وإنْ أرضعْتِ تَقرّينَ في الحنايا

باسمِ يقينِكِ ..

حينَ تنحنينَ لالتقاطِ الحجارةِ

تبنينَ مدناً في عجزِها

منْ زُمُرُّدٍ وعاج

لترتفعَ جدرانُها

وتذوبَ فيها الحضارات

باسمِ قمحِ وجهِكِ ..

وسنابلِ ذراعِكِ الغضّة

باسمِ تاجِكِ القدسيّ ..

على رأسِكِ الشّامخ

باسمِ أنوثتِكِ ..

يومَ واجهْتِ المصير

وأحرقْتِ قوانينَ ظلامِ العبادة

ثوبُ طهرُكِ مطرَّزٌ منْ نورٍ ونار

يا مرضعةَ الأزمان

حينَ جفَّ ثديُ الأرض

وأنهكَتْهُ الحروبُ الطّاحنة

وتشدَّقَتِ السّيوفُ ببلحِ الدّماءِ

وسكّرِ العطب

وقفْتِ بعدَ صراعٍ تتأمّلينَ الكون

تُحاكينَ أجيالاً تصدَّعَتْ منَ الصّراخ

حملْتِ فوانيسَكِ المُذهَّبةَ لتضيئَ الأسفارُ

بصمتِ جسدِكِ المُلقَى على التراب

وأحييْتِ ماضٍ داسَهُ الغراب

باسمِ الجوعِ والظّمأ

باسمِ الرّبّ

باسمِ الجنّة

باسمِ التّاريخِ

الذي نقشَكِ أسطورةً على ورقِ الغار

وأطلقَ الّزغاريَد بوجهِ مَنْ سلبوا أمومتَكِ

يا خيرَ خلقِ الله

   بقلمي/ ثراء الجدي