تحقيقات وملفات

إسرائيل..وضرب مراكز الإيواء وتهجير الفلسطينيين!!

السؤال الذي يطرح نفسه ماذا تريد أسرائيل من ضرب مراكز الإيواء في غزة..؟ رغم أنها مراكز أيواء معتمده من الأمم المتحده تؤوي مدنيين عزل هدمت بيوتهم وهربوا من جحيم الحرب الي مكان يفترض أنه أمن وفقا للاتفاقيات الدوليه والأمم المتحدة التي تحرم علي الجيوش قصف هذه الأماكن أثناء الحروب باعتبارها أماكن أمنه لايواء المدنيين كما لا يوجد بها أي نشاط عسكري أو عسكريين من حماس كما زعمت إسرائيل وقد أعلنت منظمة الأمم المتحده للطفولة “اليونسيف” أن أكثر من نصف المدارس المستخدمة لايواء النازحين في غزة تعرضت للقصف فهل تحتاج أسرائيل لضرب مراكز الايواء في غزة وماذا تريد من ضربها ..؟؟

بالتأكيد لا وإنما تحتاج إلى إجبار الفلسطينين على الخروج من غزة، ومنع إعادة توطينهم فيها أو محاولتهم إعادة ترميم بيوتهم وجراحهم والخروج من غزة نهائيا والتهجير منها ، وهذا هو الهدف الرئيسي من حرب غزه تدمير غزة وتهجير سكانها ، وقد تم الهدف الأول بتدمير غزه حيث أن أكثر من ٨٠ بالمائه من بيوت غزه قد دمرت بالكامل وأحياء سكنية أزيلت عن بكرة أبيها ومدن بكاملها تم محوها وأصبحت غير صالحه للعيش فيها، وبقي الهدف الثاني والأهم وهو تهجير سكان غزة ومنعهم من البقاء في غزة لذلك تقوم بضربهم في مراكز الايواء والخيام لينهكوا أكثر وأكثر ويقررو الخروج من غزة و تدفعهم مرارا للنزوح نحو البحر ونحو الحدود ونحو الميناء ونحو المعابر للفرار من جحيم القصف الذي طال كل مكان وأصبح كل مكان في غزة غير أمن ،هذا ما تريده أسرائيل من قصف مراكز الإيواء في غزة هو إرسال رسالة مخضبة بالدماء الي الفلسطينين مفادها أن لا مكان لكم أمن في غزة وأن عليكم إما التهجير وترك غزةوإما القتل .

أما بالنسبة لما تبقى من مبان في غزة فأعتقد أنه سيتم هدمها وهي خالية، لأن الهدف هو مسح المكان ومعالمه بالكامل، فهذه حرب تدمير وتهجير لقطاع غزة بالكامل و إعادة اعداد قطاع غزة من جديد بمواصفات جديدة ورؤية مستقبلية مختلفة وتسليمه الي امريكا، فغزة سيتم تفريغها بالكامل من سكانها علي مدي سنوات عن طريق التهجير إما القسري أو الطوعي ،وسيتم ذلك في صمت وبعيدا عن الاعلام حيث أصبحت غزة الان مكان غير صالح للعيش ، وعليه من المفروض أن لا يبقى الغزي أو الفلسطيني في غزة وأن لا يجد مكانا امنا في غزة أو أن يفكر في إعادة بناء مكانة.

وأما عن تصريح رئيس السلطه الفلسطينية محمود عباس أبو مازن عن نيتة زيارة غزة فهي تصريحات للاعلام والهدف منها مخاطبة العقول الساذجة وايهامها بما تريد سماعه وقد قال مسؤول كبير في السلطة الفلسطينية لـ يديعوت أحرونوت “الهدف من تصريح رئيس السلطة الفلسطينية أبو مازن بأنه “سيزور قطاع غزة” هو أن الحل الوحيد هو سيطرة السلطة الفلسطينية على قطاع غزة ولم يقصد أبومازن الزيارة الفعلية.

فالرئيس محمود عباس لا يصرح بشيئ دون موافقة امريكا وإسرائيل فقد يكون التصريح ضمن اللعبة الأمريكية الأسرائيليه لإيهام الشعب الفلسطيني أن إسرائيل لن تحتل غزة وانها لا تنوي تهجير الفلسطينيين، ولكن الحقيقيه غير ذلك وأن غزة سوف يتم تسليمها لامريكا وسيتم تهجير الفلسطينيين بشكل طوعي وعلى مراحل وأصبحت الدول جاهزة لاستقبالهم، فدخول محمود عباس الى غزة قد يكون لتشريع فتح معابر التهجير وبما أن مصر لا تنوي فتح أبوابها للفلسطينين المهجرين فقد تكون أمريكا ستهجرهم بطرق أخري الي دول اخري ولكنها تحتاج الي غطاء فلسطيني وابومازن قد يكون هذا الغطاء .

ولا يعني ذلك أنه سيكون هناك سلطة فلسطينية في غزة ولكن سيكون هناك إدارة مؤسسات فلسطينية في غزة وأمن فلسطيني مساعد للقوات الدولية متعددة الجنسيات وكل ذلك مؤقت لحين ترتيب المرحلة الانتقالية ،وستعمل مؤسسات المجتمع المدني الفلسطيني في الضفة الغربية بقوة في غزة بالإضافة إلى المؤسسات الاقتصادية ولكن لا عودة لغزة الفلسطينية ولا حكم فلسطيني بها ، وبصمت وبعد سنوات ستكون غزة خالية من الفلسطينيين لتهيأتها لتكون قاعدة عسكرية لأمريكا في الشرق الأوسط، ولن يكون هناك حكم فلسطيني في غزة وانما مرحلة انتقالية ستستخدم فيها السلطة الفلسطينية للمساعدة في إدارة السكان بشكل مؤقت، هذا هو المخطط فهدف هذه الحرب هو إنهاء الوجود الفلسطيني في غزة وانهاء فكرة الدولة الفلسطينية وهيمنة اسرائيل بالمطلق على الضفة الغربية .

كما ستقوم إسرائيل بتدمير المخيمات الفلسطينية في الضفة الغربية والهدف هو إنهاء فكرة حق العودة للفلسطينيين، وسيكون تدمير مؤسسة الأونروا جزءا من ذلك المخطط حيث تعتبر إسرائيل أن المخيمات الفلسطينية في الضفة الغربية بؤرة خصبة لإنتاج النضال الفلسطيني والمقاومة ضد إسرائيل، وبالتالي سيكون هدفها تدمير المخيمات بحيث تصبح غير قابلة للحياة لتفتيت هذه القوة التي تتغلغل داخل المخيمات، وتستطيع الهيمنة على عقول الشباب وتجنيدهم ضد إسرائيل، ومع وجود ما يزيد عن 800 ألف مستوطن في الضفة الغربية فإن فكرة إنهاء المخيمات الفلسطينية أصبحت مطلبا ملحا لدي أسرائيل التي تريد إنهاء وجودهم ووجود الفلسطينيين بصفة عامة داخل اسرائيل.

لذلك تقوم اسرائيل بتحريض المستوطنين المجرمين على الهجوم علي القرى الفلسطينية في الضفة الغربية، فهؤلاء المستوطنين تربوا في حظائر الإرهاب البشري ومهمتهم الأساسية التكاثر والاستيطان في الضفة الغربية وهم خطر علي الفلسطينيين ،وأعتقد أنه سيتم السماح لهم بالانتقال و بقائهم في الضفة الغربية لترويع الفلسطينين في القرى الفلسطينية وتهديد امنهم لمنع التمدد العمراني في القرى الفلسطينية، ونزوح سكانها نحو المدن الفلسطينية ليزداد الاستيطان في أراضي القرى الفلسطينية وفي محيط المدن الفلسطينية، وبعدها سوف تحقق اسرائيل هيمنتها بشكل مطلق على الضفة الغربية بعد أن تكون إنتهت من غزة.

عصام أبوبكر

كاتب وصحفي مصري

alarabicpost.com

موقع إخباري عربي دولي.. يتناول آخر الأخبار السياسية والاقتصادية والثقافية والرياضية، إضافة إلى التحقيقات وقضايا الرأي. ويتابع التطورات على مدار 24

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى