إسماعيل هنية: “طوفان الأقصى” أسقطت كل الأوهام والأساطير التي صنعها العدو لنفسه ولجيشه
قال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية بمناسبة يوم القدس العالمي، إن معركة “طوفان الاقصى المباركة” بعثت الأمل بأن تحرير القدس وتطهيرها من الغزاة المحتلين حتمية تاريخية وآية قرآنية وعهد الرجال مع الله سبحانه.
وقال هنية، في كلمته بمناسبة يوم القدس العالمي، إن العدو حاول خلال الأعوام الاخيرة أن يحسم الصراع على أرض فلسطين من بوابه القدس والأقصى فجاءته المقاومة من جبهة غزة العزة بـ “طوفان الأقصى”.
وأكد هنية، أنّ الطوفان شكل ضربة استراتيجية أعادت فيه الصراع إلى طبيعته وأزالت كل الأقنعة عن الوجوه المخفية بالسلام الزائف وأظهرت بوضوح حقيقة الكيان الصهيوني العدواني الاستئصالية وجرائمه التي يندى لها جبين الإنسانية.
وأوضح هنية، أن معركة “طوفان الأقصى” أسقطت كل الأوهام والأساطير التي صنعها العدو الصهيوني لنفسه ولجيشه وقدراته فخرجت نخبته وكثير من حلفائه للحديث عن الأزمة الوجودية التي يواجهها الكيان.
ولفت رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إلى، أنّ “توحش العدو الصهيوني الذي نراه اليوم كان نتيجة إدراكه عدم قدرته في البقاء ككيان غاصب ومحتل في مواجهة الشعب الفلسطيني الثابت الذي يأبى فكرة الاستسلام والتنازل عن فلسطين بالرغم من كل محاولات التطبيع التي جرفها طوفان الأقصى”.
وأوضح هنية أنه يصادف “يوم القدس العالمي” كل سنة في يوم الجمعة الأخيرة من شهر رمضان المبارك أي الجمعة اليتيمة أو جمعة الوداع.
ولفت هنية إلى أنه يعدُّ “يوم القدس العالمي” أو الدولي حدثًا سنويًا يعارض احتلال “إسرائيل” للقدس. ويتم حشد وإقامة المظاهرات المناهضة للصهيونية في هذا اليوم في بعض الدول العربية والإسلامية والمجتمعات الإسلامية والعربية في مختلف أنحاء العالم.
كما ويعدُّ حدثًا سياسيًا مفتوحًا أمام كل من المسلمين وغير المسلمين على حد سواء، للتضامن مع القضية الفلسطينية. استمرار العدوان جاء بسبب الدعم الأمريكي وأضاف هنية، أنّ غزة تقدم اليوم صفحة مجيدة من صفحات الأمة وعنفوان جهادها ومقاومتها التي لا تستكين مهما بلغت وحشية الاحتلال وإرهابه والمجازر اليومية وحرب الإبادة الجماعية التي ترتكب، لكن المقاومة تواصل الثبات في الميدان وتقاوم العدو في كل محاور القتال في معركة خالدة تؤكد أنها عصية أنها عصية على الاقتلاع ومستمرة في القيام بواجبها في الدفاع عن شعبها.
وأشار رئيس المكتب السياسي لحماس، إلى أنه لولا المشاركة الأمريكية المباشرة في العدوان على شعبنا عبر تزويد الاحتلال الصهيوني بآلاف الأطنان من الأسلحة الفتاكة والقنابل والصواريخ والطائرات ودعمه بعشرات المليارات والموقف المنحاز الظالم والمقيت المستمر في مجلس الأمن على مدى أيام الحرب كل ذلك يؤكد على أن استمرار هذا العدوان لما جاء بسبب هذا الدعم الأمريكي وبعض دول الغرب للأسف الشديد.
ودعا هنية شعوب الأمة إلى تشكيل جبهة جماهيرية شعبية تقف في وجه جبهة الاحتلال ومن معه وتضع حدا لهذا العدوان وتسند معركة التحرير التي يخوضها شعبنا اليوم في كل ساحات الوطن.
وأضاف هنية، “لقد وحدت هذه المعركة المباركة صفوف أبناء الأمة وتجلى أعظم مشهد لهذه الوحدة في وحدة الساحات والجبهات من فلسطين إلى لبنان واليمن والعراق بدعم وإسناد من الجمهورية الإسلامية فقد قالت قوى المقاومة كلمتها نحن أمة لا نسكت على ضيم ولا نرضى بظلم ولا نقبل باغتصاب حقوقنا ولا ولن نقبل أن يستفرد العدو بغزة العزة”.
وتابع إسماعيل هنية: “ونقف بتقدير واعتزاز إلى ما قامت به دولة جنوب أفريقيا من دور رائد في رفع الدعاوى القانونية في لاهاي وبدء محاكمة قادة هذا الكيان على جرائمهم التي يرتكبونها في غزة وتحقيق العدالة في هؤلاء القتلة الذين لطالما تم التغطية على ما يرتكبونه من مجازر وفظائع على مر التاريخ”.
الاحتلال يراوغ والحركة متمسكة بالمطالب “العادلة”
وحول مفاوضات وقف العدوان على غزة، قال هنية، إنّ الاحتلال الصهيوني لا يزال يراوغ ويعاند ولا يستجيب لمطالبنا العادلة من أجل وقف الحرب والعدوان، مضيفًا أن حكومة الاحتلال مصرّة على استمرار هذا العدوان وأن ما يهم نتنياهو ومن معه البقاء على كرسي الحكم لأطول مدة ممكنة.
وشدد اسماعيل هنية، على تمسك الحركة بالمطالب الأساسية المتمثلة بالوقف الدائم لإطلاق النار والانسحاب الشامل من قطاع غزة والعودة الكاملة للنازحين إلى أماكن سكناهم وإدخال كل المساعدات اللازمة لأهلنا في غزة وإعمار القطاع ورفع الحصار وإبرام صفقة أسرى مشرفه وذلك كله على طريق إنجاز شعبنا الفلسطيني في أرضه ووطنه ومقدساته.
ووجه اسماعيل هنية، في ختام حديثه، التحية والتقدير إلى شعبنا الفلسطيني في غزة والقدس والضفة الغربية والأراضي الفلسطينية المحتلة عن 48 وفي اللجوء والمنافي وفي سجون الاحتلال، ولأبطال المقاومة الفلسطينية الذين مرغوا أنف الاحتلال وسطروا ملاحم البطولة التي يجب أن تدرس للأجيال.
