منوعات

سيدي محمد التتائي

مقامات وأولياء

كتب د.حربي الخولي
إذا أخذك المسير في شارع القادرية الممتد من السيدة زينب ويصل إلى مسجد الإمام الشافعي، ودققت النظر ستلاحظ على أحد الأرصفة شبه مسطبة صغيرة أو كومة من الأحجار باللون الأخضر، ملاصقة لمنزل، وتقع بين باب محل وباب المنزل، وستظن أن هذه الكومة كانت مصطبة يجلس عليها أصحاب المنزل ثم هجروها، لكن مع الإمعان والتدقيق والاقتراب، وتنحية القمامة جانبا ستجد لوحة رخامية عفا عليها الزمن، ويكاد باقي طلاء أخضر يخفيها، كتب عليها : ” مقام سيدي محمد بن إبراهيم بن خليل التتائي المالكي المتوفى سنة 942 هـجرية” .


فمن هو سيدي محمد التتائي صاحب هذا المقام المهمل الغريب على رصيف شارع، والذي لا يعرفه أحد حتى صاحب المنزل الملاصق للمقام لا يعرف عنه شيئا ؟ من العجيب أن تعرف أن صاحب هذا المقام الصغير المهمل هو شيخ المالكية، وقاضي قضاة الديار المصرية، الذي كان لا يشق له غبار في مضمار العلم، وكان أخر قاضي قضاة في زمن المماليك، وتحديدا في عهد السلطان الأشرف أبو النصر طومان باي آخر سلاطين المماليك الشراكسة في مصر، والوحيد الذي شُنق على باب زويلة في أبريل 1517 .

وسيدي محمد التتائي فقيه من علماء المالكية، نسبته إلى «تتا» من قرى المنوفية في مصر، وهو الإمام المتفنن الفقيه الفرضي العالم العامل العمدة القدوة الفاضل. أخذ عن النور السنهوري والبرهان اللقاني، وسبط الدين المارديني، وأحمد بن يونس القسنطيني وغيرهم، وعنه الشيخ الفيشي وغيره. تخلى عن القضاء وتصدر للتأليف والإقراء، له شرحان على المختصر، وشرح على ابن الحاجب الفرعي، وله شرح إرشاد ابن عسكر والجلاب، ومقدمة ابن رشد وألفية العراقي والقرطبية، وحاشية على شرح المحلى على جمع الجوامع، وشرح على الرسالة والشامل لم يكمل، وله تأليف في الفرائض والحساب والميقات .

ورد عنه في كتاب الأعلام للزركلي :” فقيه من علماء المالكية. نسبته إلى ” تتا ” من قرى المنوفية بمصر. نعته الغزي بقاضي القضاة بالديار المصرية.من كتبه ” فتح الجليل – خ ” شرح به مختصر خليل في الفقه شرحا مطولا، و ” جواهر الدرر – خ ” في شرحه أيضا، و ” تنوير المقالة – خ ” في شرح رسالة ابن أَبي زَيْد القيرواني، فقه، و ” خطط السداد والرشد بشرح نظم مقدمة ابن رشد – خ ” فقه .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى