مقالات

هل يعيد مجلس حرب الاحتلال حساباته بعد تزايد الخسائر البشرية والآليات العسكرية؟!

كشفت الأيام ال72 من بداية العدوان الإسرائيلي على غزة وبداية التوغل العسكري البري على القطاع، عن حاجة جيش الاحتلال الماسة لإعادة حساباته التي كان يأمل على أساسها السيطرة على القطاع بأسرع وقت ممكن .

فقد فوجئت قوات الاحتلال بمقاومة عنيفة ومحكمة ومخطط لها بأساليب عسكرية صحيحة وهو ما تسبب في زيادة الخسائر البشرية والمادية للاحتلال، وهو ما جعل عمليته البرية تسير باتجاه غير محسوب بالنسبة له، فكان الاعتقاد لدي خبراءه ومخابراته والدول التي تدعمه مثل امريكا وبريطانيا والمانيا وفرنسا أن تضعف عمليات المقاومة وتقلّ خسائره البشرية والمادية مع مضي الوقت، لكن ما حدث هو العكس تماما ، حيث ارتفع في الأيام الأخيرة، عدد قتلى الاحتلال إلى نحو 450 جندياً في غزة، مع مقتل رقيبين صباح اليوم الأحد، منهم 125 قتلوا خلال المعارك البرية، و55 قتيلاً منهم قتل بعد انتهاء الهدنة منذ نحو أسبوعين، و4 منهم من الأسرى الإسرائيليين لدى المقاومة.

بل وعلى عكس أحلام جيش الاحتلال اعتمدت المقاومة الفلسطينية على سياسة تتدرج العمليات التي تقوم بها ضد الاحتلال من حيث النوع والأذى الذي تلحقه بالاحتلال، بحسب طبيعة المهمة والهدف المطلوب منها.

وأكد خبراء أن بعض العمليات تتطلب أن يتمّ إشغال القوات الموجودة، أو انتقالها من مكانها، وبالتالي يحتاج الأمر إلى ازعاجها واستهدافها وتهديدها، ولا يحتاج الأمر إلى تكبيدها خسائر بشرية عالية.

في حين تتطلب بعض العمليات أن يتمّ إيقاع خسائر مادية في معدات وآليات الاحتلال، لإجبار جنوده على الخروج إلى المعركة مشاةً، بهدف الاشتباك معهم وأسرهم أو قتلهم، وتتطلب أخرى أن يتمّ إصابة الجنود بجراح فقط لإجبار عدد كبير من القوات المهاجمة على الإنشغال بالجرحى وعدم متابعة الاشتباك.

وقد أبدى الكثير من الخبراء العسكريين إعجابهم بالتكتيكات التي تعتمد عليها المقاومة لأن نتايجها أكثر إيلاماً للاحتلال، وهو ما يؤدي الى الضغط على قيادته السياسية والعسكرية، وعلى جمهور المستوطنين وبنية الاحتلال الاجتماعية خاصةأهالي الأسرى والجنود، فقد أوقعت الأيام الأخيرة خسائر يومية للاحتلال في عمليات خاصة “كوماندوس” للمقاومة، تضمنت كمائن مركبة وتسللات عبر الأنفاق وفوق الأرض، وإغارات سريعة وانسحابات مخطط لها، جعلت الاحتلال يتخبط ويظهر بصورة كارثية في أوساطه الإعلامية، برغم كل الرقابة والتعتيم المفروض.

وقد كشفت الاشتباكات الضارية بين المقاومة والاحتلال في حي الشجاعية شرقي مدينة غزة في شمالي القطاع، وفي مناطق أخرى في غربي المدينة وشمالها في حيّ التفاح والزيتون وفي التوام، والتي استهدفت فيها المقاومة 4 آليات عسكرية إسرائيلية مختلفة بقذائف الـ “تاندوم” وعبوات “العمل الفدائي” في محاور جباليا وتل الزعتر والتوام، بحسب بيان لسرايا القدس ، أن الجيش الإسرائيلي سوف يتعرض لخسائر فادحة وأن النصر المزعوم الذي يسعى اليه نتنياهو لن يتحقق.

وقد أكّدت سرايا القدس أنّ مقاوميها خاضوا اشتباكات ضارية مع قوات الاحتلال المتوغلة عند محوري شرقي خان يونس وشمالها، محققين إصابات مؤكدة بصفوف جنود الاحتلال، بعد استهدافهم بالقذائف المضادة للدروع والأسلحة الرشاشة والهاون.

وتكرر الحال في حي الشجاعية حيث خاض المجاهدون اشتباكات ضارية مع قوة صهيونية راجلة من 7 جنود، وهو ما أوقع القوة المحتلة بين قتيل وجريح.

واستهدفت سرايا القدس الحشود العسكرية في محور التقدم في بيت لاهيا بوابل من قذائف الهاون من عيار 60 ملم، وكذلك الحشود العسكرية في “جحر الديك” و”شرق المغازي” و”الشركة الهندسية” بقذائف الهاون من العيار الثقيل، بالإضافة إلى استهداف موقعي “صوفا” و”حوليت” برشقات صاروخية.

بل وتواصلك المقاومة رشق المستوطنات القريبة والبعيد وحتى القدس المحتلة بالضفة الغربية وتل أبيب بالصواريخ وهو ما يجعل قادة الحرب البحث عن أساليب أخرى منها المحاولة للتوصل لاتفاق لتبادل الأسرى والمحتجزين حتى تطلب المقاومة أو الدول الوسيطة المستعدة للتواصل بين الطرفين لابرام هدنة دائمة وبالتالي يخرج نتنياهو وأصدقاؤه ببعض الدماء في وجوههم بعد أن فقدوا الكثير بعنتريتهم .

شريف حمادة

كاتب وصحفي مصري

alarabicpost.com

موقع إخباري عربي دولي.. يتناول آخر الأخبار السياسية والاقتصادية والثقافية والرياضية، إضافة إلى التحقيقات وقضايا الرأي. ويتابع التطورات على مدار 24

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى