الأرض فلسطينة ولن تكون إلا للفلسطينيين!!

حلم قديم يسعي الاحتلال الإسرائيلي الي تجديده ويسعي لإيجاد فرصة لتحقيقه وهو طرد الشعب الفلسطيني من أراضيهم من قطاع غزة إلى سيناء، فقد طرحت على مر العصور فكرة توطين الفلسطينيين في سيناء باعتباره حلً للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، فمنذ فترة طويلة وعلى فترات مختلفة قدمت أطراف إسرائيلية أفكارا لرؤساء مصر المختلفين على مر العصور، تهدف إلى تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة إلى سيناء وإعادة تشكيل الوجود السكاني في المنطقة.
فملف تهجير الفلسطينيين قد عاد إلى الواجهة مع عودة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، الذي لم يخفي دعمه الكامل للاحتلال الإسرائيلي، فقد عرف بمواقفه الحادة اتجاه القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني، خاصة في ظل دعوته الصريحة لنقل سكان غزة إلى مصر والأردن.
فقد سببت تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بنقل سكان غزة إلى مصر والأردن، حالة من الجدل عربياً وعالمياً، لأنها فجرت قضية تعود للخمسينيات والآن يتجدد فيها النقاش، فلم يعد الإعلان عن الأهداف الخفية في السر فقد وصل لدرجة أنه يعلن أمام كاميرات وسائل الإعلام العالمية.
فالرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد قدم نفسه بصورة رئيس عصابة أو مافيا وليس رئيس قطب دولي، فهذا السلوك سوف يفتح المجال لتحالفات من دول العالم في مواجهة الولايات المتحدة وبلطجتها.
فبالرغم عن ذلك قد أبهر الفلسطينيين العالم بصمودهم وعودتهم الي أرضيهم، فرغم أن منازلهم أصبحت ركام إلا انهم عادوا وهم لا يبلون شيئا، فالحياة على أرضهم أشرف من قبولهم التهجير المؤقت أو الدائم سواء كان قسريا أو تطوعيا، فهذه الأرض أرضهم عادوا اليها بكل قوة ليردوا على دعاة التهجير، فهذه الأرض أرض فلسطين لن تكون إلا للفلسطينيين.
فهذا الشعب لا يتردد في أن يقدم مزيد من الدماء والشهداء من أجل قضيته العادلة، فمهما عانوا ومهما ظلموا ومهما ضحوا لن يفرطوا فيها ابداً، فالظلم الذي تعرضوا له سيتحول بفضل الله تعالي وبفضل صمودهم وتضحياتهم إلى فخر ووسام شرف سيضعونه على جبينهم وسيورثونه لأبنائهم وأحفادهم عبر مر العصور.
فالعالم اجمع مدرك بأن الفلسطينيين هم أصحاب الأرض وان فكرة تهجيرهم من ارضهم هي جريمة إنسانية ومسعى غير قانوني وغير أخلاقي ويعكس تجاهل تام لإرادة الشعوب، وإن استقرار المنطقة مرهون بإقامة دولة فلسطينية مستقلة ضمن حدود 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، طبقا للقانون الدولي.
اما بالنسبة للشعب المصري الذي ضرب أروع الأمثلة بالمشهد الرائع الذي شاهده العالم أجمع أمام معبر رفح من توافد واصطفاف المصريين وتجمعهم بالآلاف على الحدود المصرية بمعبر رفح، وذلك للتعبير عن رفضهم القاطع الذي لا يقبل التفاوض أو المزايدة أو التهديد لتهجير الفلسطينيين وتصفية القضية الفلسطينية.
فالشعب المصري يؤمن بأن فلسطين هي قضية العرب جميعاً، وإن أي محاولات لتغيير الوضع الجغرافي أو السياسي في المنطقة سيظل محل رفض كامل من قبل الشعب المصري بكل أطيافه، فالشعب المصري لن يتراجع عن ان يكون خط الدفاع الأول عن فلسطين وصوتاً حقيقياً للقضية الفلسطينية في جميع المحافل الدولية.
فالشعب المصري لن يتنازل عن الحقوق المشروعة لأبناء الشعب الفلسطيني وسيبقى في خندق واحد مع أشقائه الفلسطينيين إلى حين نيل حقوقهم العادلة والمشروعة، وليعلم الكيان الصهيوني أن الشعب المصري بكافة مكوناته يعلم علم اليقين أن الكيان الصهيوني المحتل هو عدوه الأول الذي يحاول تطبيق أجندته في الإقليم ومشروعته الاستيطانية الاستعمارية التخريبية في المنطقة العربية.
وأخيرا لن يتم حل هذا الصراع بين الفلسطينيين والكيان الصهيوني أبدا عن طريق أفكار صهيوأمريكية تحاول الولايات المتحدة فرضها على الشعوب العربية التي سئمت من الموقف الأمريكي المنحاز دوما للكيان الصهيونى، ففكرة نظام القطب الواحد انتهت تماما ولا رجعة لها مطلقا وعلى الولايات المتحدة أن تدرك ذلك.
بقلم/ أحمد ابوبكر رضوان
كاتب مصري