ثورة التنوير والعلمانية في مواجهة الطغيان الديني في العالمين العربي والدولي!!

التنوير هي ثورة عقلانية تقدمية على مر الزمن. »جاءت تعبيراً عن فكرة التقدم وهدفه تحرير الإنسان والشعوب من الطغيان والاستبداد الديني للمذهب ورجال الدين والانتقال بالإنسان والشعوب إلى آفاق العدالة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية وحرية الرأي والتعبير والديمقراطية وحق الإنسان وفق ظل أنظمة حكم مؤسسية مدنية لا دينية .
وما يعانيه العالمين العربي والدولي من تصاعد الطغيان والجور الديني بهذا الدين أو ذاك بهذا المذهب أو ذلك الذي أصبح الكابوس المخيف الجاثم بقوته وسطوته المتحكم بمصير الناس والشعوب ولو يستطيع اصنام الطغيان الديني بكل وجوههم المتطرفة والقبيحه بكل زمان ومكان وأينما كانوا أن يقطعوا ارزاق البشر أو الأكسجين عنهن لفعلوا ذلك في سبيل إرضاء نزواتهم الشيطانية ليبقوا هم الأمر والناهي وهو السياسي والديني والاقتصادي والناطق الرسمي باسم الله بالارض .
ومع اتّساع رقعة الصراعات الدينيَّة والمذهبيَّة والطائفيَّة وارتفاع الغلو والتطرف الديني بكل الأديان السماوية التي اجتاحت العالم في القرون الماضية وفي قرن 21 خاصة وفي عالمنا العربي والإسلامي تحديدا وما افرزته من انتهاكات وماسي رهيبه راح ضحيتها الملايين من الجنس البشري ما بين قتيل وجريح ومعتقل في سجون السلطة الدينية إضافة إلى تنامي الصراعات الدينية التي أثرت سلبا في تاريخ الحياة الإنسانية وابقت الشعوب والمجتمعات رازحه تحت سلطة الجور والظلم والاستبداد والطغيان الديني الحاكم وان التدين بالنسبة لهم بات وسيلة استخدام واستغلال للمشروعاتهم السلطوية بهذا الدين أو ذاك ، ومبتعدًا عن قيمه وخاليًا من إنسانيته التي يجب أن يتمتع بها وبما يتنافى مع رسالة السماء بل أفرغ رسالة السماء من مقاصدها الإنسانية وعطل العقل كليًا، وجعل التدين هو السلطة ومشروعاته المتهالكة وافكارة المتجردة من قيم الإنسانية السوية فالإنسان بنيان الله ملعون من هدم بنيانه وصدق جمال الدين الأفغاني حين قال في وجه السلطة الدينية آنذاك ” ملعون في دين الرحمن من يسجن شعبًا، من يخنق فكرًا، من يرفع سوطًا، من يُسكت رأيًا، من يبني سجنًا من يرفع رايات الطغيان، ملعون في كل الأديان، من يُهدر حق الإنسان، حتى لو صلّى أو زكّى أو عاش العُمرَ مع القرآن”.
ونتيجة لهذه الحالة الكارثية ولدت حركة التنوير كمشروع نهضوي وحضاري وإنساني كغيرة من المشاريع الحداثية الأخرى هدفها النهوض بالإنسان البشري وانتشاله من اطواق الاستبداد والطغيان الديني للسلطة الدينية بكافة المستويات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية وكافة مظاهر الحياة المختلفة والانتقال به آفاق الحرية والعدالة. والكرامة والتعبير والديمقراطية وحق الإنسان .
د. فارس قائد الحداد
صحافي وحقوقي يمني
📧 alfaris.qaid@gmail.com