الجيش الإسرائيلي يعترف بمقتل قائد كتيبة شمال غزة..و”هارتس”: قصف مستشفى الشفاء مجددا يثبت بُعد “حماس” عن الاستسلام

وقال الجيش في بيان إن “الرقيب أول (احتياط) سبستايان هيون (51 عاما) وهو أيضا قائد الكتيبة 401 قتل في معركة شمال قطاع غزة”.
ولم يذكر بيان الجيش تفاصيل بشأن ملابسات مقتل هيون، إلا أن مصدر عسكري إسرائيلي كشف أن الضابط الإسرائيلي “قتل أثناء عملية للجيش في منطقة مستشفى الشفاء”.
ويرتفع عدد العسكريين الإسرائيليين الذين قتلوا في منطقة مستشفى الشفاء، منذ إعادة الجيش اقتحامها فجر الاثنين، إلى 2.
وقال مصدر عسكري للصحفيين إن الرقيب ماتان فينوجرادوف (20 عاما) وهو جندي في الكتيبة 932 لقى حتفه “خلال العملية العسكرية الإسرائيلية التي شنها الجيش في مستشفى الشفاء بمدينة غزة”، بحسب مراسل الأناضول.
وتواصل قوة من الجيش الإسرائيلي عمليات عسكرية بمدينة غزة، منذ أمس الاثنين، تضمنت اقتحام مستشفى الشفاء، رغم وجود آلاف المرضى والجرحى والنازحين بداخله، فضلا عن نحو 70 ألف فلسطيني يقيمون في المناطق المحيطة.
وقد اقتحمت قوات إسرائيلية مستشفى الشفاء أول مرة في 16 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي بعد حصاره لمدة أسبوع، ثم انسحبت منه بعد 8 أيام جرى خلالها تدمير ساحاته وأجزاء من مبانيه ومعداته الطبية، بالإضافة إلى مولد الكهرباء.
وتشير معطيات جيش الاحتلال إلى أن عدد الضباط والجنود القتلى المعلن منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ارتفع الثلاثاء إلى 595، بينهم 252 قتلوا منذ بداية العملية البرية في غزة في 27 من الشهر نفسه.
ووفقا للمعطيات ذاتها، أصيب 3082 ضابطا وجنديا منذ بداية الحرب، بينهم 1482 بالمعارك البرية في قطاع غزة.
وقد اعتبر المحلل العسكري الإسرائيلي عاموس هارئيل، اليوم الثلاثاء، أن عودة إسرائيل لمهاجمة مستشفى الشفاء بمدينة غزة تثبت أن حركة “حماس” بعيدة كل البعد عن الاستسلام في شمال القطاع.
وقال المحلل البارز في تحليل بصحيفة “هآرتس” العبرية: “تأتي الغارة التي شنّها الجيش الإسرائيلي الاثنين على مستشفى الشفاء غرب مدينة غزة بعد حوالي 5 أشهر ونصف من بدء الحرب على حماس، وبعد حوالي 4 أشهر من العملية الإسرائيلية السابقة هناك”.
وأضاف عاموس هارئيل،: “لم يستغرق الأمر سوى بضع ساعات حتى تمكنت الفرقة التي نفذت الغارة من عبور قطاع غزة ومحاصرة المستشفى، مما يدل على المستوى المنخفض للمقاومة التي تستطيع حماس إظهارها حاليًا في شمال غزة”.
واضاف هارئيل: “في الوقت نفسه، فإن القرار بشن غارة هناك يظهر أن حماس بعيدة كل البعد عن الاستسلام، حتى في المناطق التي أعلن فيها الجيش الإسرائيلي أنه قام بتفكيك القدرات العسكرية للحركة بشكل كامل، وقد عادت حماس إلى عملياتها فيها، ما دفع إسرائيل إلى شن مزيد من الغارات”.
وقال عاموس هارئيل، : “واجهت القوات (الجيش) مقاومة عنيدة في أحد مجمعات المستشفى، ويبدو أن قوة من الحراس الشخصيين الذين كانوا يحرسون كبار مسؤولي حماس كانوا يحاولون إخراجهم من مكان الحادث”، وفق ادعائه.
وأشار المحلل العسكري الإسرائيلي إلى أنه “من المتوقع أن تستمر العملية في الشفاء عدة أيام، ولا علاقة لها بأي شكل من الأشكال بعملية رفح التي هدد بها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو”.
وأوضح هارئيل: “من الصعب أن نرى كيف يمكن أن تحدث عملية في رفح في المستقبل القريب، خاصة خلال شهر رمضان”.
وفي هذا الصدد، قال المحلل العسكري الإسرائيلي إن “الجيش الإسرائيلي قام بصياغة خطط عملياتية لرفح وعرضها على الحكومة، ولكن لم يصدر أي أمر لتنفيذ هذه الخطط حتى الآن، وأي تنفيذ لهذه الخطط سيستغرق وقتا”.
ويرى عاموس هارئيل، أنه “إذا قررت الحكومة المضي قدمًا في خطط رفح، فإنها بذلك تتجاهل التحفظات التي أبدتها الولايات المتحدة”، وتابع: “قبل اتخاذ أي قرار بشأن رفح، من المرجح أن تضطر إسرائيل إلى اتخاذ قرار بشأن صفقة الرهائن”.
وحوا صفقة تبادل أسرى ووقف إطلاق النار، قال هارئيل إن “موقف نتنياهو ليس واضحا تماما، ومن الصعب معرفة مدى تنسيقه مع اليمين المتطرف”.
وتابع هارئيل: “لا تزال المصادر السياسية تعتقد أن ما يحفّز رئيس الوزراء قبل كل شيء هو بقاؤه السياسي وتمسكه بالسلطة مع تقدم محاكمته الجنائية”.
وقال هارئيل إنه “لتحقيق هذه الغاية، يحتاج نتنياهو إلى مزيد من الوقت، وبالتالي فإن أي تأخير في المفاوضات غير المباشرة مع حماس يخدم مصالحه، على الرغم من التزامه المعلن بإنقاذ الرهائن”.
وأشار المحلل العسكري الإسرائيلي إلى أنه “لا يبدو أن معارضة نتنياهو لصفقة رهائن محتملة مبدئية أو كاسحة، ومن وجهة نظره، فإن المشكلة الرئيسية تكمن في وقف إطلاق النار لفترة طويلة والذي يمكن أن يبشر بنهاية الحرب”.
وقال هارئيل: “يتحدث هيكل الصفقة التي تتم مناقشتها حاليًا عن وقف إطلاق النار لمدة 6 أسابيع، يتم خلالها إعادة الدفعة الأولى من الرهائن الإسرائيليين مقابل إطلاق سراح مئات السجناء الفلسطينيين، بعضهم يعتبر من الشخصيات البارزة”.
وأوضح هارئيل: “حتى لو تعثرت المحادثات بشأن المرحلة الثانية من الصفقة ــ من المتوقع بموجبها إطلاق سراح الجنود الإسرائيليين والشباب الذين تحتجزهم حماس ــ فمن المحتمل أن تمر عدة أسابيع أخرى قبل استئناف القتال”.
وأكد: “بعبارة أخرى، إذا تم التوصل إلى اتفاق بشأن صفقة الرهائن، فإن إسرائيل ستتجه إلى وقف إطلاق النار لمدة شهرين على الأقل”.
ولفت هارئيل إلى أن “هذا لا يخدم نتنياهو لأنه في هذه الحالة يمكن توقع زيادة الضغوط لحل الكنيست، إلى جانب الدعوة لإجراء انتخابات جديدة”.
وقال: “إحدى الحجج الرئيسية التي ساقها نتنياهو هي أنه لا ينبغي إجراء الانتخابات ما دامت الحرب مستمرة. وهو يزعم أن هذا لن يخدم سوى حماس. هكذا كان رد فعله هذا الأسبوع على انتقادات الرئيس الأمريكي جو بايدن وزعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ تشاك شومر”.
واستدرك هارئيل: “يريد نتنياهو أن يخرج سالمًا من الدورة الشتوية للكنيست التي تنتهي الشهر المقبل، وأن يفعل ذلك على نحو يمنع إجراء انتخابات جديدة في الأشهر المقبلة”.