كتب د/ حربي الخولي
قال تعالى في سورة الكهف : ” أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ فَأَرَدتُّ أَنْ أَعِيبَهَا وَكَانَ وَرَاءَهُم مَّلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا “. في البداية قد يتعجب البعض من امتلاك مساكين سفينة والإجابة ان المسكين أفضل حالا من الفقير وقد يمتلك ما لا يكفيه ويكفي اولاده فالسفينة والتي قد تكون مركبا متوسطا يمتلكها الكثير فيكون دخل الواحد لا يكفيه فيكون مسكينا أو المسكين الذي لا يستطيع دفع الشر من متسلط عليه حتى لو كان ذلك المسكين غنيا فنحن نصف حال الغني المظلوم من أحد او المعتدى عليه بالمسكين وهؤلاء ما كان لهم قدرة على دفع الملك الظالم الذي سيسلبهم سفينتهم وهذا يعطي دلالة على أن الله لا يغفل عن عباده الضعفاء، بل يهتم بهم ويسخر لهم الأسباب. وتظهر الآية بيان أن الأخذ بالأسباب المادية لا يمنع من وقوع الأقدار الإلهية، حيث أُمر الخضر بعيب السفينة مع علمه بأنهم يعملون عليها لكسب رزقهم وليست العبرة ببقاء الأشياء على هيئتها، فبعض الجراح والندوب خير لكم إن كنتم تعلمون. وتؤكد الآية إظهار أهمية التعاون والتكافل الاجتماعي، فالمساكين كانوا يعتمدون على هذه السفينة لرزقهم، وعيبها كان لمصلحتهم. وهناك إشارة إلى أن الظواهر الطبيعية قد تحمل في طياتها حكمًا وأسرارًا إلهية، وأن ما يبدو أحياناً بالضرر قد يكون فيه خير للإنسان. وتلفت الآية الانتباه إلى أن وراء كل فعل حكمة إلهية، سواء فهمها الإنسان أم لم يفهمها، وأن ما يراه البعض فساداً قد يكون فيه خير في حقيقته .
إتبعنا