
كتب/ د. حربي الخولي
عند التأمل والتدقيق نجد هناك فارقا في الاستخدام للفظين في القرآن الكريم، رغم أن كلا اللفظين اسمان موصولان ويستخدمان لجمع المؤنث ولا يوجد فرق في المعنى بينهما في الاستخدام اللغوي خارج القرآن الكريم، فكلاهما يشير إلى مجموعة من الإناث، لكن يلاحظ الفارق في الاستخدام في القرآن الكريم وهو من خصوصية القرآن الكريم فلفظ “اللائي” مشتق من اللآء أو التعب، وقد استخدم هذا اللفظ في الآيات التي تفيد وتدل على التعب للنساء كما في الحيض في قوله تعالى : ” واللآئي يئسن من المحيض”، أو حالات المشقة النفسية والجسدية والمادية مثل حالات الطلاق والظهار التي تثقل على المرأة حتى ولو برغبتها كما في قوله : “وما جعل أزواجكم اللائي تظاهرون منهن أمهاتكم”، أو مشقة الأنثى في الحمل والولادة كقوله تعالى :” إِنْ أُمَّهَاتُهُمْ إِلَّا اللَّائِي وَلَدْنَهُمْ ۚ ” .
أما لفظ اللاتي فتستخدم لجمع الإناث بشكل عام، وفي القرآن كانت في سياق الأمور السهلة والبعيدة عن التعب والمشقة، كقوله تعالى :”ما بال النسوة اللاتي قطعن أيديهن”، فالسياق يدلّ على سهولة الأمر وحالة النسوة من الهيام والانسجام مع جمال النبيّ يوسف. وكقوله : “وأمهاتكم اللاتي أرضعنكم” والرضاعة من الأمور التي تسعد الأم وتسرها- طبعا الأم المتقية المؤمنة الرشيدة وليست الباحثة عن جمالها دون مصلحة الرضيع – وتشعر بها أنها بقمة العطاء؛ لذلك استخدم ( اللاتي) ولم يستخدم (اللائي) التي تكون في سياق الشدة.وكما في قوله : “… فِي الْكِتَابِ فِي يَتَامَى النِّسَاءِ اللَّاتِي لَا تُؤْتُونَهُنَّ مَا كُتِبَ لَهُنَّ ” التي تدل فقط على النساء، فهي مجرد وصف للنساء ليكتمل به صلة الموصول فقط . وكقوله :” وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاءِ اللَّاتِي لَا يَرْجُونَ نِكَاحًا فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَن يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ ۖ وَأَن يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَّهُنَّ ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ” أيضا تدل على النساء فقط مجرد وصف للنساء ليكتمل به صلة الموصول فقط .
وكذلك الأمر في قوله :” … النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ اللَّاتِي آتَيْتَ أُجُورَهُنَّ وَمَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ … عَمَّاتِكَ وَبَنَاتِ خَالِكَ وَبَنَاتِ خَالَاتِكَ اللَّاتِي هَاجَرْنَ مَعَكَ ” والله أعلى وأعلم