مقالات

القتل الأمريكي بإسم الإله والحملة الصليبية الجديدة!!

كشفت الصور التي نشرها وزير الدفاع الأمريكي بيت هيجسيث لزيارته مؤخرا لقاعدة بيرل هاربر-هيكام الجوية والبحرية، حيث شارك مع الجنود في تدريبات اللياقة البدنية، عن الوجه الحقيقي لأمريكا في عهد ترامب ولماذا منح الرئيس الأمريكي الضوء الأخضر لرئيس حكومة الاحتلال بإعادة حرب الإبادة الجماعية على سكان غزة ؟ وكذلك منح إسرائيل أسلحة وقنابل قد منعها سابقه جو بايدن عن تل أبيب.. ولماذا أصر على نقل السفارة الأمريكية في القدس المحتلة في فترة حكمه السابقة مع أن كل البؤساء الأمريكيين السابقين خافوا من هذه الخطوة مراعاة للدول العربية الصديقة.

كما أكدت الصور أن ترامب يقود حملة صليبية جديدة على المسلمين، وأن تهديده بتحويل الشرق الأوسط لمنطقة من النار ليست عبثا بل هي مبنية على عقيدة دينية، وهو لم يخفي تدينه في كل خطاباته الأخيرة.

فقد أظهرت الصور التي نشرها وزير الدفاع الأمريكي على حسابه الخاص، وجود وشم واضح وضوح الشمس، على ذراعه عبارة عن كلمات مكتوبة وهي “كافر” بالعربية أسفل كلمة  “Deus Vult” – أي “إرادة الإله” باللاتينية.

وهذا الوشم ليس مجرد نقش عابر، بل رمزٌ للتاريخ الدموي، للحروب الصليبية التي قادها المتطرفون المسيحيون في أوروبا في القرون الوسطى حيث كانت الحملات تحت شعار   “Deus Vult “.. أي أن القتل بإسم الرب وتحول هذا الشعار  إلى هتافًا عسكريًا صليبيًا، يُطلقه الجنود قبل اقتحام مدن المسلمين وسفك دمائهم، باسم الرب، وتحت لافتة مزيفة من “التحرير”.

واليوم، يعيد مسؤول عسكري كبير تبني هذه الرمزية، ويضع تحتها “كافر” بالعربية، وهو بذلك يعلن بوضوح إيمانه العقائدي الديني المتطرف ضد الإسلام، وبالتالي يكشف عن وجهٍ جديد للإرهاب الأمريكي المغلف بالسياسة والعتاد العسكري.

فقد آثارت الصور كل رواد وسائل التواصل الاجتماعي حيث أكدوا رفضهم القاطع لمخطط إدارة ترامب مشيرين إلى أن المسيحية السياسية، كاليهودية السياسية، لا تختلف عن أي أيديولوجيا استعلائية ترى في الآخر عدوًا وجوديًا، وتنظر إلى شعوبنا كأراضٍ مباحة، يُعاد غزوها بكل الوسائل.

وعلى الدول العربية الإسلامية والمفترض أنها صديقة لأمريكا خلال السنوات الماضية أن تعي أن ما يحدث حاليا ليست حربًا على جماعة أو فصيل، بل صراعٌ حضاريٌ يُغلف بالعقيدة ويُدار بأدوات القوة.

وتصريحات المسئولين الأمريكين واتهامهم المستمر للفلسطينيين تحت شعار “التطرف الإسلامي” هو في الأساس محاولة لشيطنة الضحية، ومحاولة لتبرير التطرف المسيحي – الصهيوني، الذي يقود التحالف الأمريكي- الإسرائيلي.

وقد أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مرارا وتكرارا موافقته على قتل جيش الاحتلال لقتل الاطفال والنساء في غزة، وأرجع السبب للضحية التي تطالب بتنفيذ إتفاق وقف إطلاق النار ، الذي رعاه ترامب نفسه..

أعتقد أنه على العالم وبخاصة الدول العربية إعادة حساباتها في التعامل مع الإدارة الأمريكية الحالية، لأنها تأخذ العالم لحرب شرسة وتشعل نار الفتن بين الأديان ، فعلى الأقل إن لم تقاوم هذه الافعال على الأقل لا تدعمه للاستمرار فيها.

شريف حمادة

كاتب وصحفي مصري

 

alarabicpost.com

موقع إخباري عربي دولي.. يتناول آخر الأخبار السياسية والاقتصادية والثقافية والرياضية، إضافة إلى التحقيقات وقضايا الرأي. ويتابع التطورات على مدار 24

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى