فن وثقافة

القصر الملعون .. وحكاية ” شامبليون ” !!

تخاريف صيام .. البيوت أسرار ( ٢٠ )

كما هى العادة فإن أى مكان مهجور ترتبط به بعض الحكايات والقصص الغريبة ، وهذا الأمر ينطبق على قصر سعيد باشا حليم الشهير بقصر شامبليون والذى تحاط به هذه الخيالات الأسطورية العجيبة والمضحكة فى نفس الوقت مثل أنه قصر ملعون و مسحور تسكنه العفاريت ويقع تحت ولاية مملكة الجان.
يحمل القصر إسم العالم الفرنسي «جان فرانسوا شامبليون» ، الذي فك رموز اللغة المصرية القديمة على حجر رشيد أيام الحملة الفرنسية على مصر ، غير أن من شيد القصر سعيد باشا حليم حفيد محمد على باشا و الذى تولى بعد منصب الصدر الأعظم فى الخلافة العثمانية من عام 1913 إلى عام 1916 كما وقع معاهدة التحالف مع ألمانيا عام 1914 و العظمى بمثابة رئيس وزراء السلطنة.
تم بناء القصر فى عام 1896 وقدمه سعيد باشا حليم هدية لزوجته ويقال _ وهى معلومة غير مؤكدة _ أن الزوجة لم يعجبها القصر !!

عُرفَ قصر الأمير سعيد حليم باسم قصر شامبليون نظرًا لأن واجهاتُه الغربية تطُل على شارع شامبليون الشهير بوسط البلد ، فيظن البعض أن صاحب القصر هو شامبليون، وحقيقة القصر أنه ملك الأمير سعيد حليم باشا حفيد محمد علي باشا الكبير والذي تولى منصب الصدارة العظمى

ويرجع تاريخ القصر إلى سنة 1895م عندما قرر الأمير سعيد حليم أن يبني قصرًا كهدية لزوجته فخصص للقصر أرضا تبلغ مساحتها 4781 م مربع، وجاءَ بالمهندس الإيطالي المشهور الذي صمم قصر المنتزه والمقر الرئيسي لبنك مصر في شارع محمد فريد والأبنية الخديوية في شارع عماد الدين.

وبعد انتهاء المهندس الإيطالي من بناء القصر رفضت زوجة الأمير سعيد حليم العيش به على الرغم من وصفه بأنه تحفة معمارية، حيث يتألف من طابقين ويضم بهوا كبيرا يمتد بطول القصر من الشمال إلى الجنوب، ويتصدر البهو من الجهة الشمالية سلم مزدوج ذو فرعين إضافة إلى القبو المكون من قاعة ضخمة ودهليز وبعض الملحقات الخدمية.

وعندما قامت الحرب العالمية الأولى1914 م، وصادرت الحكومة أملاك الأمير باعتباره من رعايا دولة معادية، اصبح معسكرًا لتدريب الضباط وقت ثورة يوليو1952م، ومنذ ذلك التاريخ تحول القصر إلى مدرسة الناصرية الابتدائية للبنين، وهي المدرسة التي تخرج منها الصحفيان مصطفى أمين وعلي أمين وفى السنوات الأخيرة أخلَت المدرسة القصر وظل مغلقًا منذ ذلك الحين.
ويضم القصر لوحات مرسومة لعرض تاريخ الأسرة العلوية وخاصةً سعيد حليم وزوجته، ونبذة عن تاريخهم كما تزخر غرف القصر بالعديد من الزخارف الهندسية والنباتية، وكذلك العديد من الأقنعة المنحوتة وتماثيل منحوتة للأسرة كاملةً بحديقة القصر، وتسجّل نبذة مختصرة عن تاريخهم على ألواح من الرخام التي يتم وضع تلك التماثيل أعلاها.

وبفعل الزمن تحول القصر إلى اللون الرماديّ، لتسند حوائطه كراسي المقاهي المحيطة، وفي عام 2007 أصدر محافظ القاهرة قرارًا بضم القصر لوزارة الثقافة لترميمه، وهو منذ ذلك الحين في قائمة المباني الأثرية في مصر وبدأ جهد مشترك للمجلس الأعلى للأثار والمكتب الاستشاري الهندسي المصري الفرنسي وبإسهام من المهندس الفرنسي آلان بونامي المتخصص في إعادة تأهيل المباني التاريخية.

بالإضافة لمعهد بحوث التنمية الفرنسي في القاهرة لترميم القصر وتحويله متحفًا لتاريخ القاهرة، وكان الطرفان المصري والفرنسي قد استعدا لتنفيذ المشروع بإشراف أساتذة في كلية الهندسة بجامعة القاهرة، ولكن لم يستكمل هذا المشروع حيث ظهر مالك آخر للقصر غير وزارة التربية والتعليم ليظل المبنى كما هو ولا يُرمَّم حتى اليوم ويظل تحفة عليلة تنتظر طبيبا مخلصا عاشق للوطن يقدم روشتة العلاج وينتشلها من مرض الإهمال واللامبالاة.
بقلم الكاتب الصحفى
عبدالناصر محمد

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. البيوت اسرار
    قصر شامبليون
    تسلم ايدك استاذي الفاضل الكاتب الكبير عبد ناصر
    والي مزيد من البيوت اسرار
    وزياده تثقيفنا من اسرار تراثنا المجهول لكثير منا
    شكرا ومن نجاح لنجاح دائما

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى