منوعات

المستفاد من وصف العشرة بأنها كاملة في قوله ” فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ ” والعشرة لا تكون إلا كاملة ؟

تأمل بلاغي

كتب د. حربي الخولي
تساءل البعض عن سبب وصف الله تعالى العشرة بالكمال في قوله تعالى : ( فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ ) ومن المعلوم أن العشرة التي هي مجموع الثلاثة والسبعة لا تكون إلا كاملة، إذ لا يمكن أن تكون العشرة تسعة مثلا أو إحدى عشرة فما الاستفادة من وصفها بالكاملة المفهومة من لفظ العشرة ؟

بداية هذه الآية نزلت فيمن أحرم بالعمرة متمتعًا بها إلى الحج، فإنه يلزمه أن يذبح هديًا، فإن لم يجد الهدي فعليه صيام ثلاثة أيام في الحج, وسبعة إذا رجع إلى أهله؛ وهو مخير في صيام الثلاثة، إن شاء صامها قبل يوم النحر، وإن شاء صامها في أيام التشريق الثلاثة .

وقد ذهب البعض إلى أن سبب وصف العشرة بكاملة أنها كاملة من الهدي أي مجزئة عن الهدي فكاملة بمعنى مغنية عن الهدي تماما وليس بمعنى أنها كاملة عددا ، وقال البعض أن كلمة كاملة وإن كانت بصيغة الخبر إلا أنها بمعنى الأمر أي هي عشرة فأكملوا صومها لا تقصروا عنها ؛ لأنه فرض عليكم صومها . وقال آخرون : بل قوله : ” كاملة” ، توكيد للكلام ، كما يقول القائل : ” سمعته بأذني ، ورأيته بعيني” ، وكما قال : ( فخر عليهم السقف من فوقهم ) [ النحل : 26 ] ولا يكون” الخر” إلا من فوق ، فأما من موضع آخر ، فإنما يجوز على سعة الكلام .

وأرى أن كاملة لا علاقة لها بعدد العشرة المستفاد من قوله ثلاثة وسبعة ، وإنما كاملة تعني هذه العشرة مكتملة الثواب والأجر دفعا لمن يتوهم أن الذي قد ذبح هديا أفضل من الذي صام ثلاثة في الحج وعشرة عندما يرجع، والحقيقة أن الذي ذبح هديا أخذ ثوابا والذي صام الأيام العشرة أخذ الثواب ذاته كاملا، أي هذه العشرة كاملة الثواب غير منقوص عن الذي ذبح في شيء والله أعلى وأعلم .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى