النعامة الحمقاء..!!
تتشابه النعامة الحمقاء مع التينة الحمقاء هذه القصيدة الرائعة للشاعر الكبير إيليا أبو ماضي والتي درستها في مرحلة مبكرة من حياتي هذه التينة البخيلة التي تهربت في واجباتها فكان مصيرها الاجتثاث من جذورها!
فالبعض منا يتهرب من مسؤولياته و يبحث عن حجج شتى لهذا الهروب حتى يلقي بالمسؤولية على غيره ويعيش حالة من النشوة اذا أتم غيره العمل المصيبة أن يوجد من بينهم تتفرغ للنقد وتصيد الأخطاء في هذا العمل وتلقي باللوم على من قام به واتهامه بالتقصير ثم تنسب اي نجاح لنفسها أما الفشل فمن نصيب المتطوع!
يظنون أنفسهم اراحوا أنفسهم وضحكوا على غيرهم وهم لم يضحكوا إلا على أنفسهم!
كل نجاح يحققه غيرك في القيام بمسؤولياتك يعد انتقاصا من قدرك ومن مكانتك حتى يجد البعض نفسه مهمشا خارج حسابات أي أحد خارج حياة حتى أقرب الناس إليه!
سيأتي يوم لا محالة لدفع ثمن الهروب سيأتي يوم تصبح فيه في عداد الموتى وانت حي ترزق!
قيمتك تصنعها بمجهود سنوات من العمل الجاد في وظيفتك ومن العمل الشاق في بناء علاقات جيدة وترميم علاقات على شفا الانهيار لا مجال للتهاون كل خطوة على طريق التهاون تخسر فيها خطوات على طريق النجاح نجاحك في الدراسة، العمل، نجاحك في اسرتك وعائلتك، نجاحك في المجتمع لا شيء ولا مكاسب تحصل عليها بالتخلي عن دورك لغيرك وإن..إن..إن حدث الأمر مرة فلن يحدث كل مرة ستجد نفسك في النهاية الخاسر الأكبر في الوقت الذي يعلو في غيرك في أعين غيرك تسقط انت من أعينهم لدرجة أنك يوم ما لن تُري!
وتصبح كالنعامة الحمقاء التي دفنت رأسها في الرمال كي تهرب! وإن كانت النعامة بريئة من هذه القصة.
بقلم عبير مدين
كاتبة وروائية مصرية
