الهزيلة..!!

كانت بكسوتها زاهية الألوان محط إعجاب الجميع ودهشتهم حملوها بكل اهتمام وخوف أن تخدشها رموشهم أشار إليهم صاحبها أن ينزلوها بخفة ولطف ويضعونها بجوار النافذة حيث تشرق الشمس كل صباح لتداعب الزهور المنثورة على ذراعيها الممتلئة الناعمة مكانها المميز تصدر مدخل المنزل كان كل من تقع عينه عليها يشهق إعجابا بها وحسدا لصاحبها أريكة غاية في الجمال ومريحة لدرجة تسلب الألباب مرت الايام عليها وهي تتحمل ثقل بعض للضيوف ولهو الأطفال شاركت أهل البيت كافة المناسبات بينما كانت حشوتها تأكل نفسها دون أن ينتبه لها أحد زهورها ذبلت دون أن يشعروا بها سقط قلبها وهم ينظرون إليها ويتعجبون ماذا حدث لها؟! اليوم جذبوها من ذراعها الهزيلة وضعوها بعيدا عن أعين الزائرين بعد أن أصبحوا يخجلون من بشاعة مظهرها ويفكرون غدا ببيعها أو القائها في مخزن المخلفات لتحل مكانها أريكة أخرى!
عبير مدين
كاتبة وروائية مصرية