انتقام الحمار!!

لا لم نتطور كبشر أصبحت القوى والنخب السياسية التي تحكم العالم تحن لحياة الغابة حيث الصراع من أجل فرض السيطرة والهيمنة ولسان حالهم يقول البقاء الأقوى اليوم استعراض العضلات هو السائد حتى لو هدمت المعبد كشمشون على رأسك!
الولايات المتحدة الأمريكية لا تخسر لعبة بدأت فيها واللعبة بدأت مع تولي الحمار رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية وبدأ يحرك العجوز الخرف بايدن الذي كان يظنه البعض الرئيس الفعلي للولايات المتحدة الأمريكية والحقيقة أن باراك أوباما كان لاعبا ماهرا بهذه الدمية منتهية الصلاحية بايدن وهو يحمل في عقله وقلبه مشروعه ومشروع حزبه الديمقراطي الفوضى الخلاقة في منطقة الشرق الأوسط وتفتيت دولها لدويلات تفرض الولايات المتحدة الأمريكية هيمنتها عليها لحمايتها من بعضها البعض ابليس في ثياب الملائكة يعظ! يأمر بالمنكر ويحرقه المعروف.
مع اقتراب الانتخابات الرئاسية الأميركية تحسب الحزب الديموقراطي الذي كان على سدة الحكم الفترة الماضية من المفاجات التي قد تحملها نتيجة الانتخابات فبدأ يشعل الأزمات في المنطقة واضعا غريمه الروسي التقليدي هدفا هو وحلفائه
والحقيقة أن روسيا سيئة الحظ حلفائها فقد ورطت إيران نفسها بإشعال نيران الحرب في غزة واستغلت ارض الديكتاتور السوري بشار الأسد الذي جعل من بلاده بدلا عن دولة ذات سيادة مجرد محافظة أو ضيعة صغيرة إيرانية وساحة مناوشات بين إيران وإسرائيل فيما وقف هو محتفظا بحق الرد الذي لم يأتي بل ازداد الأمر سوءا حتى فر هاربا في النهاية.
من يظن أن المقاومة أسقطت بشار الأسد فهو واهم مثل من يظن أن ابو محمد الجولاني غير أحمد الشرع فقط الحمار وقع ما كان يخشاه سقطت ممثلة الحزب الديموقراطي كاميلا هاريس ونجح الفيل وصعد ممثله دونالد ترامب لسدة الحكم مره ثانيه حاملا معه مشروعه القديم الذي لم تسعفه مدة ولايته الأولى لتحقيقه، فأسرع الحمار يريد الانتقام بطريقته فدعم إسرائيل إبن العم سام لترفع من شدة هجماتها على غزة، جنوب لبنان، وسوريا بحجة القضاء على حماس وحزب الله أكبر أذرع إيران في المنطقة ومعهم النظام السوري فتخلصت لحد كبير من المد الإيراني ووضعت القيصر الروسي زعيم النظام العالمي الجديد في مأزق! وأظهرت ضعف جهاز الاستخبارات الروسي الذي لم يتنبأ بخطورة الوضع في سوريا وبالخطر الذي يقترب من الأسد حتى أوقعه!
الآن الحمار سعيد ويترك تركة من المشاكل للفيل؛ سوريا تواجه خطر التقسيم بما يهدد أمن المنطقه والمصالح التركية عضو النيتو اذا أعلن الأكراد قيام دولتهم على جزء من الاراضي السورية، القيصر الروسي صديق ترامب في وضع لا يحسد عليه حليفه بشار وقع ومنفذ روسيا على البحر المتوسط مهدد، وزعامته للقطب العالمي الجديد مهدد إذ من يغامر وينضم لنظام لا يحمي حلفائه؟!
ايران التي سارع رئيسها الجديد بمغازلة الغرب وكأنه يفتح صفحة جديدة من اچندة العلاقات الدولية هي الأخرى في خطر قد لا تحميها أسلحتها النووية فمن يدري ربما بهجوم سيبراني صغير تتعطل منظومة الدفاع بأكملها
كذلك الأردن ليست بعيدة عن ركلات الحمار وأعوانه والجماعات التي تلعب لصالحه وكل هذا في خدمة دولة إسرائيل آلتي تحكمها أكثر الحكومات تشددا ورغبة في تنفيذ الحلم الصهيوني من النيل إلى الفرات ولا استبعد أن يتم تهجير سكان قطاع غزة لمناطق سورية بعد أن فشل مخطط تهجيرهم لسيناء وربما…..
التكهنات كثيرة ورغم هذه المشاكل آلتي على ترامب أن يجلس على مكتبه البيضاوي ويبدأ في حلها لن متعاطف معه كونه في فترة رئاسته الأولى اعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل لكن أمريكا في النهاية رغم تهديد مصالحها في المنطقة سوف تجني ذهبا من تجارة السلاح في الفترة القادمة.
بقلم عبير مدين
كاتبة وروائية مصرية