تحقيقات وملفات

بالنيران والأمل، تحتفل الأقلية “الزرادشتية” في إيران المتشددة بساده وبانتهاء أيام الشتاء الباردة

 

أضاءت النيران سماء الليل، واحتفل أتباع الديانة “الزرادشتية” في إيران التي يعرف عنها أنها شيعية متشددة بمهرجان “السادة” في عدة مدن، احتفالا بنهاية أيام الشتاء الباردة.

ففي 30 يناير من كل عام، يجتمع الزرادشتيون بعد غروب الشمس للاحتفال بالخمسين يومًا والخمسين ليلة المتبقية على فصل الربيع.

الاحتفال حول النار الطقس الزرادشتية الأساسي

و”السداة”، التي تعني “المائة”، هي عيد قديم يعود تاريخه إلى الفترة التي كان فيها هذا الدين هو الديانة السائدة في الإمبراطورية الفارسية القوية، التي انهارت بعد الغزو العربي في القرن السابع.

وفي الاحتفال قاد العديد من الكهنة والكاهنات الزرادشتيين، الذين ارتدوا ملابس بيضاء من الرأس إلى أخمص القدمين رمزا للنقاء، أتباعهم الشباب لإشعال نار عملاقة في احتفال بهيج، في الضواحي الجنوبية الغربية لطهران مساء الثلاثاء.

الكهنة بالملابس البيضاء

وحول النار، استمع الأتباع إلى الفرق الموسيقية التي تعزف الموسيقى والمحاضرات اللاهوتية وهم يتحدثون عن الأكل والاحتفال.

عزف النشيد الوطني الإيراني

وفي خطوة نادرة، عزفت فرقة القوات الجوية للجمهورية الإسلامية الإيرانية النشيد الوطني من بين ألحان أخرى وسط حماسة الحضور.

ويبلغ عدد سكان إيران حوالي من 85 مليون نسمة ومعظمهم من المسلمين الشيعة، ويحكم الدولة رجال دين متشددون منذ الثورة الإسلامية عام 1979، والذين منعوا الناس عن اتباع الأعياد والتقاليد التي تعود إلى ما قبل الإسلام.

الأتباع يحتفلون في المعبد بالعيد

ويدعي أتباع هذه الديانة أن الزرادشتية هي ديانة توحيدية سبقت المسيحية والإسلام، حيث تأسست منذ حوالي 3800 سنة على يد النبي زرادشت.

ويؤكد الأتباع أن دينهم يحث على الأعمال الصالحة، وتلعب النار دورًا مركزيًا في العبادة باعتبارها رمزًا للحق وروح الله.

تقديس النار

معبد النار في يزد

معبد النار في يزد

ويؤكد الزرادشتيون أنهم لا يعبدون النار، لكنهم يعتبرونها رمزا للصلاح.

وأتباع الزرادشتية إلى جانب الأقليات الأخرى، بما في ذلك المسيحيين واليهود، لديهم ممثل واحد في البرلمان، هو “اسفنديار اختياري”.

وخلال مراسم الثلاثاء، قال الاختياري إن الاحتفال ملك للجميع وهو رمز “للسعادة واحترام الإنسانية والطبيعة وكذلك البشر”.

اليونسكو يعترف بساديه

وفي عام 2023، اعترفت اليونسكو بعيد “ساديه” ضمن التراث الثقافي غير المادي للبشرية من إيران وطاجيكستان.

وعلى الرغم من أن لديهم عناصر مشتركة مثل إشعال النار، إلا أن مهرجان سديه يختلف عن عيد النوروز الذي يصادف رأس السنة الفارسية الجديدة.

في حين يعرف البعض الزرادشتية الإيرانية  بالمجوسية الزرادشتية وهي إحدى أديان المجوسية، وهي ديانة مثنوية إيرانية قديمة وفلسفة دينية آسيوية.

زرادشت في زي طاوس

وكانت الدين الرسمي للإمبراطوريات الأخمينية والبارثية والساسانية، وهي واحدة من أقدم الأديان في العالم والتي لم تنقطع ممارستها، إذ ظهرت في بلاد فارس قبل 3500 سنة.

ويقوم الزرادشتيون بتقديس النار، وهناك عدة آراء حول ذلك منها الارتباط بين قداسة النار وقداسة الشمس نتيجة التأثر بالميثرائية وعبادة “ميثرا” إله الشمس الفارسي، ومنها أن النار ترمز للنور مقابل الظلمة أو الخير مقابل الشر.

ويقول منتقديها أن الزرادشتية هي نسبة إلى “زرادشت” المولود قبل ميلاد عيسى عليه السلام بحوالي 660 سنة بأذربيجان الفارسية حينها، ويروى عن مولده، وعن الفترة السابقة عليها قصص وأساطير كثيرة يشبه بعضها ما يقوله المسيحيون عن المسيح من أن روح القدس قد حلت فيه، وأنه أحد الأقانيم المكونة للإله، تعالى الله عما يقوله الظالمون علوا كبيرا.

وقد كان أول من آمن به واتبعه ابن عمه متيوه، ثم تبعه ملك فارس آنذاك وأهل بيته، ثم سائر الرعية.

علماء مسلمون: ديانة شركية

ويؤكد مقربون منهم في إيران أن الزرادشتية ديانة “مثنوية” أي أن أصحابها يعتقدون بوجود إلهين أحدهما: أهورامزدا وهو إله للخير، والآخر: أهريمان وهو إله للشر.

وللديانة الزرادشتية كتاب مقدس عند أتباعها اسمه “الإبستاق” يحتوي على معتقداتهم وتشريعاتهم، وقد ضاع هذا الكتاب بعد غزو الإسكندر لفارس سنة 330 قبل الميلاد وفقدت معه كل تفاسيره.

ومن معتقدات الزرادشتية أنهم يقدسون النار على اعتبار أنها ترمز إلى أهورامزدا، ويأتي بعدها في التقديس ثلاثة عناصر هي: التراب والهواء والماء.

ويؤكد بعض علماء الإسلام على زيف وبطلان هذه الديانة، وأنها لم تكن من الديانات السماوية، ولا صاحبها برسول من عند الله سبحانه وتعالى، وأنها مثلها مثل البوذية والهندوسية وغيرهما من الديانات التي ما أنزل الله بها من سلطان.

وإنتي بعض العلماء أن الإسلام سوى بين أتباعها وبين المشركين في التعامل، فلم يبح زواج نسائهم ولا أحل أكل ذبائحهم، كما هو الحاصل في المسيحية واليهودية.

alarabicpost.com

موقع إخباري عربي دولي.. يتناول آخر الأخبار السياسية والاقتصادية والثقافية والرياضية، إضافة إلى التحقيقات وقضايا الرأي. ويتابع التطورات على مدار 24

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى