بعد فوزه بولاية ثانية: خطة ترامب في السياسة الخارجية مع الكارهين وحلف الناتو
أرجع عدد من الخبراء والمحللين فوز مرشح الحزب الجمهوري دونالد ترامب بالمعركة الرئاسية في ظلّ عالم يعيش توتراته السياسية والأمنية، إلى سياسة “الاحتواء” التي اعتمدت إدارة الرئيس السابق جو بايدن عليها في التعامل مع الصين وروسيا، وتبنيها مساندة إسرائيل في حربها مع إيران ومن معها في المحور في الشرق الأوسط.
وكانت روسيا والصين قد اعتبرت أن قرار بناء العالم الجديد اتُّخذ ولا عودة عنه، وأن ما نتج عن قمة مجموعة الـ”بريكس” التي عقدت في قازان الروسية في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، من قرارات، منها إيجاد عملة تجارية بديلة عن عملة الدولار الأمريكي، بات في حكم التنفيذ.
وفوز ترامب بولاية ثانية يختلف عن فوزه في ولايته الأولى، حيث إن الرجل لم يكن معروفًا في الساحة السياسية العالمية، هو الآتي من عالم المال والتجارة، لكن عالم اليوم بات يدرك كيف يفكّر، وما هي الخطوات التي سيتّخذها في البيت الأبيض، لا سيما فيما يتعلق بالمواضيع الساخنة التي تدور على أكثر من ساحة دولية. لهذا، استعدّ لها، وعُقدت على ترامب تحقيق أمنياته، ويتساءل البعض عن أي طريق العودة “لأميركا العظيمة” سيسلكها ترامب؟ وماذا عن “العصر الذهبي الأميركي” الذي نطق به في زمن بات على أعتاب ما بعد “الأمركة”؟
ويلفت المحللون إلى أنه على مستشاريه أن يدركوا أن نسبة الأصوات التي أتت به رئيسًا لا تعني أنها تؤيد سياساته، ولا تعني أنها تصدق كافة الوعود التي أطلقها في حملته الانتخابية. بل تعني أنها ستكون عائقًا أمام سياساته الداخلية كما الخارجية إن تنصّل مما وعد به، وعلى رأس هذه الأصوات هناك أصوات الجالية العربية والإسلامية في الداخل الأميركي.
وأشار المحللون إلى أن شخصية ترامب تشكل على مستوى الدبلوماسية الخارجية لأمريكا مصدر قلق، تحديدًا في علاقات بلاده مع حلف شمال الأطلسي وروسيا. ففي الوقت الذي يعتبر فيه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن وصول ترامب إلى سدّة الرئاسة سيعطي أملًا أفضل لإنهاء الصراع الحاصل في شرق أوروبا، يعتبر الحلف أنه مستعد لكافة السيناريوهات، لا سيما تلك التي حملت تهديدات مباشرة من ترامب بوجوب تسديد الدول الأعضاء التزاماتها المالية، وإلا فما على واشنطن إلا الانسحاب.
وأكد البعض أنه لا خيار أمام ترامب من الذهاب بعيدًا في “فك الارتباط” بحلف الناتو، لا سيما بعدما وقفت روسيا أمام أميركا العظمى التي يحلم بعودتها ترامب إلى عصرها الذهبي. فالانعزالية الأميركية عن أوروبا لن تضعفها بقدر ما ستجعل من روسيا أقوى، وهنا يكمن التهديد الحقيقي للولايات المتحدة.
وسبق وقامت الدول الأوروبية بخطوات استباقية وزادت حوالي 2% من ناتجها القومي لتمويل موازنة الدفاع في أغسطس/ آب الماضي، كما أن الدول الأوروبية تتجه نحو تنشيط ترسانتها العسكرية بشكل يحاكي التحديات على الساحة الدولية.
من جانبه هنأ الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته المرشح الجمهوري للرئاسة الأميركية دونالد ترامب بفوزه في الانتخابات، مؤكّدًا أنه سيُبقي الحلف قويًا، قائلًا: “إننا نتطلع للعمل مع ترامب لتعزيز السلام”.
وكانت شبكات تلفزيونية عدة قد أعلنت فوز ترامب بالمعركة الرئاسية بعد تحقيقه 277 صوتا في المجمع الانتخابي في مقابل 226 لمنافسته كاملا هاريس.