فن وثقافة

بيت ” الكريتلية ” .. ” سى السيد ” .. كان عايش هنا !!

تخاريف صيام .. البيوت أسرار ( ٢١ )

بين جدران هذا البيت الأثرى العظيم جسد الفنان الكبير يحيى شاهين دور أكثر الشخصيات شهرة فى تاريخ السينما المصرية وهى شخصية ” سى السيد ” أو السيد أحمد عبدالجواد التى تجلت فى فيلم ” بين القصرين ” مع زوجته ” أمينة ” فى إطار إحدى روائع ثلاثية الأديب العالمى نجيب محفوظ ..
لم يكن هذا العمل الكبير هو الوحيد من بين الأعمال الفنية التى شهدتها أروقة وجدران هذا البيت بل تم تمثيل لقطات من أفلام الحرافيش والسكرية وسعد اليتيم والناظر .. وفى إحدى قاعاته تألقت الفنانة الراحلة سعاد حسنى بأغنية ” بانوا .. بانوا .. على أصلكم بانوا ” من خلال فيلم شفيقة ومتولى ، وفى نفس القاعة تم تصوير مشاهد عديدة من فيلم ” ألمظ وعبده الحامولى.
وتم أيضا تصوير مشاهد من سلسلة الأفلام العالمية ” جيمس بوند ” عام ١٩٧٧.
إنه بيت الكريتلية الذى تحول الآن إلى متحف شهير يطلق عليه إسم متحف ” جاير أندرسون “.

أصل الحكاية أنه كان يوجد بيت محمد بن الحاج سالم وبيت آخر هو بيت السيدة آمنة بنت سالم وتم الربط بينهما بممر ويعد هذان البيتان من الآثار الإسلامية النادرة والثمينة وتنتمى إلى العصر المملوكي والعثماني. ويقع بيت الكريتلية في أحد أعرق شوارع القاهرة القديمة شارع وميدان أحمد بن طولون في حى السيدة زينب.
البيت الأول بناه أحد كبار التجار ويدعى المعلم عبد القادر الحداد سنة 1540م (947 هجري) وهو المعروف باسم بيت آمنة بنت سالم ونسب إليها البيت حيث إنها آخر من امتلكته والتي يظن أنها من أسرة أصحاب المنزل الثاني.
أما البيت الآخر بناه أحد أعيان القاهرة وهو محمد بن الحاج سالم بن جلمام سنة 1631م وتعاقبت الأسر الثرية على سكنة حتى سكنتة سيدة من جزيرة كريت اليونانية ، فعرف منذ ذلك الحين ببيت الكريتلية.
و قد ساءت حالة البيتين على مر السنين وكاد أن يتم هدمهما أثناء مشروع التوسع حول جامع أحمد ابن طولون في ثلاثينيات القرن الماضي (1930-1935م) فسارعت لجنة حفظ الأثار العربية بترميم وإصلاح البيتين ليصبحا من أبدع الأمثلة القائمة علي طراز العمارة في العصر العثماني.
و في عام 1935م تقدم الميجور جاير أندرسون وهو ضابط إنجليزى من قوات الإحتلال الغاشم بطلب الي لجنة حفظ الآثار العربية بأن يسكن البيتين متعهدا بعد ضمهما لبيت واحد بإثرائهما بتحف و مقتنيات نادرة من كل العصور ليتحول إلى متحف كبير على الطراز الإسلامى العربى يعرض فيه مقتنيات أثرية إسلامية وفرعونية وآسيوية وبالفعل تحول البيت الى متحف كبير كما هو حاليا.
خصص متحف جاير أندرسون «بيت الكرتيلية» بالقاهرة، غرفة خاصة ضمن قاعات عرضه سماها «غرفة الولادة» يعرض فيها نماذج متنوعة لـ«كرسي الولادة» تُبرز تطوره خلال العصر الإسلامي يرجع أغلبها إلى عهد الدولة العثمانية.
وقد أحيطت بهذا البيت أيضا بعض الأساطير خاصة حول غرفة يطلق غرفة ” غرفة الوطاويط أو الخفافيش ” سميت بذلك لأنها كانت مفضلة لهذا النوع من الطيور .. بها بئر ما أن ينظر الحبيب إليه حتى يرى صورة محبوبته ، بل أن من يتأخر أو تتأخر فى الزواج سوف يتزوج بعد زيارته لهذا “ البئر المسحور “.
ويحوى المنزل عدد من الأجنحة والغرف ومنها السلاملك التى كان يستقبل فيه الضيوف ، وجناح الحرملك أو جناح الحريم.
بقلم الكاتب الصحفى
عبدالناصر محمد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى