فن وثقافة

” بيت يكن ” .. يتحول من ” زريبة ” إلى منارة ثقافية كبرى

تخاريف صيام .. البيوت أسرار ( ١٣ )

تحدثنا من قبل عن أن الإهتمام بكل شىء أصيل له تاريخ ويدخل فى قائمة تراث الوطن يعكس ثقافة المجتمع ويعطى صورة إيجابية عن الشعب المصرى.
ما فعله أستاذ جامعى مع بيت أثرى وتاريخى مهجور يؤكد أن عزيمة الأفراد المدركون لقيمة الأثر كثيرا ما تكون أشد بأساً من هؤلاء على عرش المسئولية فى الحكومة حيث قام هذا الأستاذ الجامعى بتحويل بيت أثرى بناه محمد على باشا فى بعد عام ١٨٣٦ لإبن أخته من أطلال مهلهلة هزيلة إلى صرح عملاق بعد أن قام الرجل وزوجته بشراء البيت ثم قام بترميمه وحوله إلى منارة عظيمة تحتضن الفعاليات الثقافية ولعرض كل منتجات التراث المصرى العظيم .. وإلى تفاصيل الحكاية
فى شارع سوق السلاح بحى الدرب الأحمر تم بناء واحد من البيوت المتميزة وقد بناه محمد على والى مصر لأحد من أبناء أخته وهو أحمد باشا حسن الذى تم تعيينه والياً على مكة وحاكم عام على الحجاز وقائد للجيوش في شبه الجزيرة العربية في الفترة ما بين 1819-1836
وعلى مدى العقود تم هجر البيت بعد سنوات وسنوات من اللامبالاة فتحول فجأة هذا الفن الراقى إلى أطلال فى حالة يرثى لها وتم استخدام الدور الأول والحوش وهو الفناء الواسع الذى يميزه إلى ” زريبة ” للمواشى ومقر لجزار الحى.
لم يكن هذا البيت الوحيد الذى بناه الوالى محمد على لأحد من أبناء أخته حيث كانت هناك مجموعة من البيوت يطلق عليها المجموعة اليكنية نسبة إلى أبناء أخته الغالى حيث أن يكن أو يجن تعنى بالتركية ” إبن أخت ” ولكنها سقطت فى بئر النسيان الشعبى والرسمى وتهدمت أمام أعين الجميع ولم يحرك أحد ساكنا ، وهذا كان هو مصير ” بيت يكن ” الذى نتحدث عنه اليوم لولا
د. علاء الحبشى أستاذ العمارة والحفاظ على التراث بقسم الهندسة المعمارية جامعة المنوفية

الذى لاحظ أن عوامل الزمن والإهمال أثرت فى البيت بدرجة كبيرة وان حالته شائت بشدة لذلك قرر أن يقوم بشرائه ثم تبنى مبادرة لإعادة إحيائه حتى يعود إلى سابق عهده ورونقه وأطلق عليه هذا الإسم ” بيت يكن ” ، وهو ما تحقق بالفعل على يد مالكه الأخير، الذي لم يكتفِ فقط بترميمه، بل حوله إلى مركز ثقافي ونقطة إشعاع تنموي في قلب القاهرة القديمة.

بقلم الكاتب الصحفى
عبدالناصر محمد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى