تأملات كل جمعة في سورة الكهف
حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَطْلُعُ عَلَى قَوْمٍ لَمْ نَجْعَلْ لَهُمْ مِنْ دُونِهَا سِتْرًا
كتب د. حربي الخولي
قال تعالى :” حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ وَوَجَدَ عِندَهَا قَوْمًا ۗ …….الاية ٨٦ ”
وقال تعالى :” حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَطْلُعُ عَلَى قَوْمٍ لَمْ نَجْعَلْ لَهُمْ مِنْ دُونِهَا سِتْرًا الاية ٩٠ ”
فلماذا قال في الآية الأولى مغرب الشمس ، ولم يقل في الآية الثانية مشرق الشمس وقال ” مطلع الشمس ” ؟ بمعنى هل هناك فارق بين مشرق ومطلع ؟
من خلال قراءة الآية الاولى يتضح لنا أنه بلغ مغرب الشمس في مكان ما، وهذا المكان له مشرق لذلك قال عن غياب الشمس هناك (مغرب) لأنها تتغير بين مغرب ومشرق . أما في الآية الثانية فقال تعالى ” حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَطْلُعُ عَلَى قَوْمٍ لَمْ نَجْعَلْ لَهُمْ مِنْ دُونِهَا سِتْرًا ” فهي هنا ليس لها ستر على مدار العام؛ أي أنها لا تغيب – وليس كما قال السابقون أنها تكون حارقة على قوم ليس في أرضهم جبل أو تل أو منازل يستترون بها من الشمس؛ لذا كان يغطسون بالماء وقت ظهورها فإذا غربت يخرجون – لذلك لم يأتِ بكلمة المشرق؛ لأن ما كان له مشرق فله مغرب . ومن المعلوم ان هناك منطقة في القطب الشمالي في سيبيريا لا تغيب عنها الشمس وهناك بحث قيم في ذلك الشأن هذا رابطه :
https://cguaa.journals.ekb.eg/article_38544_6188d6698bba690367247b3a376e5b61.pdf
وهناك فارق عام بين طلوع الشمس وشروقها، فالطلوع يعني ظهور الشمس, أما الشروق فمعناه ظهور ضوئها على الأرض. لذا ورد في سورة الكهف كذلك وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَتْ تَزَاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِنْهُ {الكهف:17}. بمعنى أنه بمجرد طلوع الشمس وقبل ان ترسل أشعتها عليهم يجعلها الله تنحرف عنهم حتى لا تحرقهم أشعتها . فسبحان من هذا كلامه في دقته وعظمته وبلاغته والله أعلى وأعلم .