تخاريف صيام ” ١٣ “.. ” مولاى إنى ببابك ” .. حكاية النقشبندى مع شهر الصيام
يعد فضيلة الشيخ سيد محمد النقشبندى ” إمام المداحين ” واحد من الايقونات الاساسية لشهر رمضان في مصر والعالم العربي بابتهالاته التى تخفق لها القلوب قبل أذان المغرب في رمضان ، وبعد الآذان خلال العقود الأخيرة .. تتجلى روحانيات وجلالة غريبة حين تسمع صوته المتميز فى الإنشاد والمدح ذلك الصوت القوى الذى تنبعث منه نغمات رقيقة تخطف القلوب وتجذب الوجدان.
ولا ننسى فى الوقت نفسه تلك الموسيقى الرائعة للموسيقار الكبير بليغ حمدى والتى تتناسب تماما مع الجو الإنشادى الهائم فى بحور من التجليات.
ولد سيد النقشبندى فى إحدى قرى محافظة الدقهلية، عام 1920، وتوفي عام 1976.
وكان سيد النقشبندى شغوفا بقراءة الكثير من مؤلفات المنفلوطى والعقاد وطه حسين، فحفظ مئات الأبيات الشعرية للإمام البوصيرى وابن الفارض وأحمد شوقى.
وكان النقشبندى أحد أهم ملامح شهر رمضان المعظم، بصوته الأخاذ القوى المتميز طالما هز المشاعر والوجدان وصافح آذان الملايين وقلوبهم خلال فترة الإفطار، بأحلى الابتهالات التى كانت تنبع من قلبه قبل حنجرته فتسمو معه مشاعر المسلمين وتجعلهم يرددون معه ” يارب “.
هو واحد من أبرز من ابتهلوا ورتلوا وأنشدوا التواشيح الدينية، وهو كما قالوا عنه كان ذا قدرة فائقة فى الابتهالات والمدائح حتى صار صاحب مدرسة، ولقب بـ”الصوت الخاشع”، و”الكروان الربانى”، و”إمام المداحين”.
وخلال حضور الشيخ النقشبندي لـ خطوبة نجل الرئيس محمد أنور السادات ، قابل الموسيقار بليغ حمدي ، وفي أثناء اللقاء قال السادات للحضور : ” نفسى عمل يجمع بين النقشبندي مع بليغ حمدي ” .
وكان رد الشيخ النقشبندي متعجبا كيف يتعاون مع الملحن بليغ حمدي ، ولكن أقنعه الموسيقار بليغ حمدي ، وانتجا ستة إبتهالات، من أروع الإبتهالات للشيخ النقشبندي، والتي قال عنها إنها سبب تاريخه .
بمجرد ذكر اسم النقشبندي، تتردد نغمات ابتهال “مولاي إنى ببابك ” في الأذان، وتعد هي الأشهر بين كل الإنتخابات.
وبدأ الشيخ الراحل تسجيل الابتهالات بالإذاعة المصرية والتي اشتهرت باسم “دعاة” وقت أذان المغرب في رمضان، كما شارك كبار قراء القرآن الكريم في حفلات أقيمت في مصر وخارجها وكان منهم الشيخ عبدالباسط عبدالصمد، كما سبق له وسافر إلى العديد من البلدان العربية خلال شهر رمضان لإحياء لياليه بالابتهالات والأدعية.
وتوفي عام 1967م عن عمر ناهز 55 عاما ولم يعان من أي أعراض مرضية وكتب وصيته قبل أن يتوفى بوقت قصير، بأن يدفن مع والدته في مقابر الطريقة الخلوتية بالبساتين وعدم إقامة مأتم له والاكتفاء بالعزاء والنعي بالجرائد وأوصى برعاية زوجته وأطفاله.