تخاريف صيام ( ٢٤ ) .. اصحى يا نايم .. إنه المسحراتى ” سيد مكاوى “

فى سنة ١٩٦٤ تقمص الموسيقار والمطرب سيد مكاوى دور ” المسحراتى ” فى الإذاعة المصرية حيث كان التعاون المثمر مع الشاعر الغنائى العبقرى فؤاد حداد ومع المخرج فتحى عبدالستار ليقدموا تابلوه موسيقى بكلمات تناسب أجواء هذا الشهر الكريم.

ظل صوت سيد مكاوى يخترق قلب كل مسلم ليس فى مصر فقط بل فى العديد من الدول العربية أيضا وذلك خلال فترة السحور ليبشر بقدوم يوم رمضانى جديد.

يصاحب صوته المميز صوت قرع على طبلة لينبه النائم بموعد السحور وحين ظهر البرنامج على الشاشة ظهر معه سيد مكاوى وهو يرتدى عباءة ويتجول فى شوارع المحروسة لإيقاظ النائمين ولتنبيه الجميع بقرب موعد السحور ، وكان ممسكا فى يده عصا صغيرة يقرع بها على طبلته ضئيلة الحجم.

وكان سيد مكاوى يردد العبارات الشهيرة للسحور وهى : اصحى يا نايم .. اصحى وحد الدايم .. وقول نويت بكره ان حييت الشهر صايم والفجر قايم اصحى يا نايم وحد الرزاق.. رمضاااان كريييم.

وهذه الكلمات عبارة عن نصوص شعرية غنائية تسرد جوانب من تاريخ النضال القومى العربى وتستعرض بعض تفاصيل الحياة اليومية فى مصر، وعلى الرغم من أن المسحراتى كان برنامجا إذاعيا ثابتا وقام بتقديم أغانيه عشرات الملحنين الكبار، إلا أن الجمهور خلد تجربة مكاوى، واقترنت باسمه واسم رفيقه الشاعر فؤاد حداد.

حين عرضت الإذاعة على سيد مكاوي تلحين عدد من حلقات المسحراتى اشترط أن يقوم هو بغنائها، كما كانت دهشة المسئولين بالإذاعة كبيرة حين قرر الملحن سيد مكاوى الاستغناء نهائياً عن الفرقة الموسيقية وتقديم المسحراتى بالطبلة المميزة لتلك الشخصية، وقدم سيد مكاوى ثلاث حلقات فقط مشاركة مع باقى الملحنين، وفور إذاعة الحلقات الثلاث بأسلوب سيد مكاوى حققت نجاحاً منقطع النظير، ما حدا بالإذاعة في العام الذي يلية إلى الاستغناء عن كل الملحنين المشاركين في ألحان المسحراتي وإسناد العمل كاملا لسيد مكاوى.

كان لسيد مكاوى الفضل الأول فى وضع أساس لحنى خاص لتقديم المسحراتي، وكان له أيضاً الفضل في وضع أساس لتقديم الأغاني الجماعية بالإذاعة، حيث كان أول من لحن أغاني المجاميع، وكان معروفاً أن كل ملحن يسعى لتقديم لحنه لأحد الأصوات الشهيرة الموجودة تحقيقاً للشهرة والذيوع لكن سيد مكاوي وجد أن نصوص تلك الأغاني لا تحتاج لأصوات فردية فضحى بالشهرة في مقتبل عمره في سبيل تقديم اللون الغنائي الذي يراه مناسباً.

من الأعمال الرائعة التى قدمها سيد مكاوى أغنية ” يا مسهرنى وكانت عام ١٩٧٢ للسيدة أم كلثوم وبخفة الدم المصريين أطلق عليها البعض إسم ” يا مسحرنى ” نسبة إلى المسحراتى الكبير سيد مكاوى.

عبدالناصر محمد

كاتب وصحفي مصري