ترامب يقود العالم.. إلي أين؟
إلي أين يتجه العالم مع ترامب؟.. هذا هو السؤال الأول و الأكثر تصدرا في مراكز الدراسات السياسية والإعلامية حاليا.. قد يبدوا للبعض أن الكشف عن سياسة الرئيس الأمريكي ليس من الصعب التعرف عليها ورصد توجهاتها هؤلاء يعزون ذلك إلي أنها لن تحيد عن فترة ولايته السابقة ألا أن المعطيات الجديدة التي يشهدها العالم حاليا تختلف كثيرا عن تلك السابقة ومن ثم سيكون التناول والتعامل معها مختلف أيضا كما أن ترامب الحالي ليس ترامب السابق ..فوزه غير المسبوق بأغلبية ساحقة وأيضا لأول في التاريخ الأمريكي يعاد نتخابه مرة أخري عقب خروجه من البيت أربع سنوات فقط ويزيد من قوته في سياسته أن حزبه يستحوذ علي الكونجرس بغرفتيه النواب والشيوخ الأمر الذي يمنحه الحسم وسرعة اصدار القرار .. أضف إلي ذلك أنه ليس ايديولوچيا ( الألتزام بمجموعة من المبادئ والقيم السياسية) بل تحكمه عقلية رجل الأعمال النفعية ومن ثم ووفقا للغة المنطق المقدمات تقود إلي نتائج يمكن القول أن العالم سيشهد فترة ساخنة من الأحداث.. ونتناول في هذا المقال أهم قضيتين تشغلان العالم ..أولا بالنسبة لحرب روسيا وأوكرانيا ستضع أوزارها ووفقا لتصريحات ترامب السابقة أمريكا ستتوقف عن تمويل كييف بالمال والسلاح وضم موسكو الأراضي التي تحت سيطرتها ومنع أوكرانيا من الانضمام إلي الناتو وهذا يمثل اختلافا كليا عن سياسة بايدن الذي فاجأ الجميع قبل أن يرحل واعطي الضوء الأخضر وسمح للرئيس الأوكراني بأستخدام الصواريخ بعيدة المدى لضرب العمق الروسي في إطار عرقلة خطة ترامب..ألا أنني أرى أن زيلينسكي لن يقدم علي ذلك لسببين الأول أن روسيا سترد بقوة وتضرب المفاعل النووية كما أعلنت وأن ذلك قد يدفع إلي حرب عالمية ثانيا هو يعرف جيدا أي الرئيس الأوكراني أن هذا الأجراء قد يدفع ترامب بإتخاذ موقف متشدد ضده ..أما القضية الرئاسية التي تتصدر أجندة الرئيس الأمريكي المنتخب كيفية مواجهة الصين حيث ينظر إليها الخطر القادم وتهدد عرش أمريكا أقتصاديا وتكنولوجيا وعسكريا وهذا يفسر أحد الأسباب بمساعدته لروسيا لإنهاء الحرب مع أوكرانيا في محاولة لضرب وتفكيك محور روسيا والصين وكوريا الشمالية وايران هذا بإختصار توجه سياسية ترامب لأخطر أزمة عالمية لكن ماذا عن سياسته تجاه المنطقة العربية ؟ رغم أنه أعلن أنه سيوقف حرب غزة إلا أنه لم يقل كيف ينهيها وفي صالح من؟! .. أن تشكيله الرئاسي المعلن حتي الأن يعطي دلالة علي أن سياساته وقراراته لن تكون في صالح القضية الفلسطينية حيث أن كل معاونيه من اليهود وزراء الخارجية والدفاع والأمن القومي و ….الخ ومن ثم سيكونون مع تل أبيب كما قراراته السابقة في نقل عاصمة إسرائيل إلي القدس وضم الجولان إليها توكد أننا مقبلون علي بدء تدشين إسرائيل الكبري بضم غزةوالضفة الغربية وإعادة مايسمي بصفقة القرن وفرض التطبيع علي الدول العربية سوف يحدث ذلك لو أستمر الحكام العرب علي ماهو عليه حاليا.
مدحت البسيوني
كاتب وصحفي مصري