مقالات

“وإنا لجاعلون ما عليها صعيدًا جرزًا”..

متى تفيق من الحلم؟!

 

يمضي بنا المولى عزّ وجل في محكم التنزيل يخبرنا في آية تصفع غفلة القلوب أن كل ما على الأرض سيصبح.

“صعيدًا جرزًا”

أي أرض جرداء ملساء لا زرع فيها ولا حياة، ليلفت أنظارنا إلى حقيقة لا فرار منها:

كل ما يُبهجك على الأرض، كل ما تلهث وراءه، إلى زوال، إلا نية صالحة وعمل صالح هذا فقط ما سيبقى بعد فناء الأرض كل الأرض، فالباقيات الصالحات خير عندك ثوابا من هذه الدنيا وما عليها.

“وإنا لجاعلون”🌳

بعد أن استخدم نون العظمة فهي له وحده والجملة الإسمية للتأكيد على أن.

 “ما عليها “

كل ما عليها من زينة الأرض من صنع الله، فهو الذي أعطاها، وهو القادر على أن ينزعها. إنها نعمة مؤقتة، وامتحان دائم، لقد انتهت حياة الزينة

ونعيم الزينة

انتهت الماركات والبرندات

انتهت القصور والدور

أنتهت الضحكات والقهقهات

وجاءت اللحظة

“صعيدا جرزا”🌳

💡 في لحظةٍ ما، ستنطفئ أنوار الدنيا، وسيتحول كل شيء إلى يبابٍ جاف.

الأرض الخضراء ستذبل، والقصور الشاهقة ستتحول إلى أطلال، وما كان مبهرًا يصبح قاعًا صفصفًا. وهكذا كل متاع الدنيا: الأموال، الجاه، العلاقات، كلها إلى زوال وكأن الله يقول لنا: احذروا من الركون إلى ما هو فانٍ.

✧ الدنيا دار عبور لا دار قرار

يا ابن آدم، انظر في وجه الدنيا التي تسعى وراءها. إنها تخدعك بزيفها، كما قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: “الدنيا دار من لا دار له، ومال من لا مال له، ولها يجمع من لا عقل له.”

🔹 المال الذي جمعته سيذهب، والجاه الذي سعيت له سيتبدد. ألم تسمع قول النبي صلى الله عليه وسلم: “ما لي وللدنيا؟ ما أنا في الدنيا إلا كراكب استظل تحت شجرة، ثم راح وتركها.”

الدنيا دار امتحان، وليس لها بقاء، فكيف تجعلها محور حياتك؟

✧ أرض زالت زينتها، فماذا أعددت؟

تأمل مشهد الأرض وقد أصبحت “جرزًا”، لا نبات ولا حياة. كم من زينة بنيت فوقها؟ كم من وقت أهدرته في اللهو عنها؟

🌟 قال الحسن البصري رحمه الله: “ما الدنيا إلا حلم، والآخرة يقظة، والموت حاجز بينهما، فنحن في أضغاث أحلام”.

فمتى تستيقظ من حلمك؟

ومتى تفيق من سباتك؟

✧ كُن كالمزارع الحكيم

إن الدنيا أرض للزراعة، والآخرة يوم الحصاد. قال تعالى: “وَٱلۡبَٰقِيَٰتُ ٱلصَّٰلِحَٰتُ خَيۡرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيۡرٌ أَمَلًا” (الكهف: 46).

🔹 اغرس في هذه الأرض ما يبقى لك يوم أن تصبح “جرزًا”.

اغرس العلم النافع، 

اغرس العمل الصالح،

اغرس ما يُرضي الله.

قال الإمام الشافعي: “من وعى زوال الدنيا قلَّ فرحه بما فيها، وزاد حرصه على ما ينفعه بعد فراقها.”

✧ رسالة إلى كل قلب لا يزال فيه نبض من إيمان ولم يكسوه الران

يا من ركضت خلف الدنيا،

أما آن أن تفكر في مآلها؟

أما آن لقلبك أن يدرك أن كل زينةٍ إلى زوال؟

ألم تعلم أن “كل من عليها فان”؟

“ويبقى وجه ربك

ذو الجلال والإكرام

(الرحمن: 26-27)

فاجعل وجه الله غايتك، وازهد في كل ما سواه.

🌳 افتح مصحفك وادخل كهف قلبك_١٦

#خواطر_الكهف_المنير

د.ممدوح المنير

كاتب وسياسي مصري

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

alarabicpost.com

موقع إخباري عربي دولي.. يتناول آخر الأخبار السياسية والاقتصادية والثقافية والرياضية، إضافة إلى التحقيقات وقضايا الرأي. ويتابع التطورات على مدار 24

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى