جيش الاحتلال يعدم طفلين بغزة والأسرة تحكي تفاصيل الجريمة
بثت قناة الجزيرة القطرية فيديو يكشف تفاصيل ارتكاب جيش الاحتلال الإسرائيلي لعمليات اعدام لأطفال دون جريمة ، وفي مخالفة واضحة لكل المواثيق الدولية.
فقد قام الجيش الإسرائيلي بقتل “هديل هارون أبو القرع”، طالبة في السنة الأولى بكلية الطب في غزة، وابن عمها الطفل “عماد الدين حازم أبو القرع”، البالغ من العمر 3 أعوام، الذي كان برفقتها في الشارع، حيث أعدمهما قناص إسرائيلي بالقرب من منزلهما.
وأكد الفيديو الذي بثته القناة القطرية أن يوم 27 ديسمبر الماضي كان يوما مشؤوما لهذه العائلة، حيث أُطلقت النيران على هديل وعماد الدين وشقيقتهما آية، التي نجت بأعجوبة من واقعة قتل محققة، من قبل الجيش الإسرائيلي، لتتحول فرحة بسيطة بشراء فاكهة الماندرين إلى مأساة لا تُنسى.
الأم تحكي تفاصيل الجريمة
وقالت فدوى الداعور، والدة الطفل الشهيد، أن عملية القتل حدثت في تقاطع أبو إسكندر بحي الشيخ رضوان، خرجت لحظات نادرة من الهدوء، في ظل الحرب الإسرائيلية على غزة، عندما بدأ بائع متجول ينادي سكان الحي ليعلمهم بتوفر فاكهة الماندرين التي كان عماد يفضلها.
وأضافت فدوى، أن ابنها التحق بآية وهديل حين سمعهما يتجهان لشراء الماندرين، ولم تكن مدركة لخروجه لأنها كانت تعتني بشقيقتها المريضة.
وأضافت فدوى، وهي تبكي بشدة: “قُتلت هديل وابني كان نائما بين يديها.. قُتل ابني الذي كان يسعى للحصول على الماندرين وكان يتوق لأكلها. لقد أُعدم ابني برصاصهم”.
نجاة آية من الإعدام
كما روت الطفلة آية محمد أبو القرع، ابنة عم الضحيتين، والتي كانت معهما قصة نجاتها بأعجوبة من الرصاص الذي أودى بحياة هديل وعماد الدين: “عندما وصلت الدبابات إلى منطقتنا، اختبأنا ثلاثتنا في بيت جيراننا، وقيل لنا إن الطريق أصبح آمنا الآن، أعطتني هديل كيس الماندرين بعد شرائنا له، وحملت عماد بين يديها وهربنا ثلاثتنا إلى المنزل”.
وأضافت آيه: “عندما عاد إطلاق النار علينا مرة أخرى، سقطت هديل وعماد، وأصيبا. وكان عماد لا يزال على قيد الحياة. وحاول جيراننا مد قطعة خشب لإنقاذه، ولكنهم تعرضوا لإطلاق النار مرة أخرى، حتى استشهد عماد. كان ينظر إلينا ويصرخ باسمنا قبل استشهاده”.
وقامت الأسرة بدفن الشهيدين في مقبرة جماعية بالقرب من المنزل، كانت ملعبا لكرة القدم سابقا.
وأعرب هارون أبو القرع، والد هديل، عن أسفه للظروف التي منعته من توديع ابنته الوداع الأخير، قائلا: “لم نتمكن حتى من إلقاء نظرة أخيرة عليهم أو تقبيلهم قبلة وداع بسبب كثافة إطلاق النار”، موضحا أن الجيران أخذوا جثتي عماد وهديل وصلّوا عليهما ودفنوهما، في ظل تواجد قوات الاحتلال.
وأضاف الوالد لقناة الجزيرة: “الاستهداف لعماد وهديل كان متعمدا من أجل القتل، لا أكثر، تم استهدافهما بقصد الإعدام”.