حرب غزة تكشف زيف أمريكا والغرب حول حرية التعبير

أظهر العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة زيف الغرب وأمريكا فيما يتعلق بمبدأ حرية التعبير.
فقد تم تعزيز هذا المبدأ كقيمة أساسية في الغرب وعبر العالم، وتم تصديقه في العديد من الوثائق الدولية والدساتير الوطنية.
ومع ذلك، يبدو أن هذا المبدأ يخضع لتطبيق انتقائي ومزدوج المعايير عندما يتعلق الأمر بالقضية الفلسطينية وحقوق الفلسطينيين في التعبير عن آرائهم ومشاعرهم.
فقد أثار العدوان الإسرائيلي المتواصل على القطاع جدلاً بشأن حرية التعبير، في ظل ما تشهده الجامعات والمدارس الأمريكية من انقسام غير مسبوق بين الداعمين لفلسطين ومؤيدي الاحتلال، فإلى أين تتجه الأمور؟
كان الرئيس “جو بايدن ” قد أعلن دعمه المطلق لإسرائيل وفتح خزائن السلاح لدعم جيش الاحتلال بما يحتاجه من قذائف وصواريخ وعتاد عسكري، كما تولى الترويج لروايتها المضللة بشأن الحرب في غزة.
صحيح أنه مع مرور الوقت، بدأت لهجة الخطاب الأمريكي تجاه العدوان الإسرائيلي تتغير بشكل لافت على المستوى السياسي لكن لم يتغير مستوى الدعم العسكري واللوجستي، وأحد أسباب الخلاف بين الحليفين يتعلق بالموقف الأمريكي الداخلي المنقسم بشدة على جميع المستويات.
ورغم أن استطلاعات الرأي أظهِرت أن أغلب الأمريكيين يعتبرون أنفسهم مؤيدين لإسرائيل، إلا أن دعمهم ليس غير مشروط على الإطلاق عندما يتعلق الأمر بالكيفية التي يشن بها الإسرائيليون ما يزعمون أنها “حرب ضد حماس في غزة.
وقد شهدت الحرب الأخيرة في غزة، قمع العديد من الأصوات الفلسطينية على منصات التواصل الاجتماعي، وتم حجب المحتوى الفلسطيني بوسائل الإعلام الغربية، في حين تفتح هذه القنوات والصحف للأصوات الإسرائيلية لطرح وجهة نظرها وآرائها وتبرير أعمال العنف ضد الفلسطينيين.
وكشفت الحرب أن حرية التعبير لها عدة أوجه في أمريكا والدول الأوروبية فتكون مقيدة عندما يتعلق الأمر بالفلسطينيين وقضيتهم، في حين تتعهد الحكومات الجانب الإسرائيلي رغم ارتكابه للعديدمنجرائم الحرب والمجاذر.
وهذا
وهو ما يكشف عن المزيد من المزدوجية والتحيز في المعايير التي يتم تطبيقها على الحقوق الإنسانية والقيم الأساسية في العالم.
يوجب أن يكون لكل الأفراد والشعوب نفس الحق في حرية التعبير، بغض النظر عن جنسيتهم أو ديانتهم أو انتمائهم السياسي. يجب أن تكون حرية التعبير قيمة عالمية حقيقية، وليست أداة للتحكم والتلاعب في الرأي العام والتضليل.