ما يتردد فى الآونة الأخيرة عن عدم قدرة مسئولى المستشفيات الحكومية على إدارتها عار تماما من الصحة فهناك نماذج رائعة تتمتع بمزايا مختلفة وعلى دراية كاملة بفنون الإدارة السليمة والمتميزة لهذه المنشآت الصحية الكبرى ويستطيعون بأسلوبهم الراقى من تحقيق جميع الأغراض المطلوبة من هذه المستشفيات سواء على المستوى الإنسانى ومراعاة طبقة محدودى الدخل والعمل على تقديم الخدمات الصحية لهم دون أدنى تقصير وكذلك على المستوى الإستثمارى وتعظيم العائد من تلك الكيانات الإستراتيجية وتوفير أجور جميع العاملين فى هذه المنظومة من أطباء وأطقم تمريض وإداريين وعاملين.
وهناك الكثير من المستشفيات التى يرتبط مختلف جماهير الشعب بها حيث أن بينهما علاقة تاريخية فنستطيع أن نطلق على هذه المستشفيات إسم المستشفيات الشعبية نظرا لهذا الإرتباط الوثيق بينهما مثل مستشفيات قصر العينى والدمرداش والسيد جلال والحسين وكلها مستشفيات جامعية تتبع كليات الطب بالجامعات المختلفة ، غير أن مستشفى الهلال الأحمر تعد من أكثر المستشفيات إرتباطا بالمواطن فمن من هذا الشعب لم يعالج بها سواء هو أو أحد أقاربه أو معارفه فهذا المستشفى العريق الذى يتبع أمانة المراكز الطبية المتخصصة يعد من أكبر المستشفيات المتخصصة ليس فى مصر فقط وإنما فى الشرق الأوسط أيضا ، حين يصاب أحد بأى نوع من أنواع الكسور فإنه يتجه فورا إلى هذا المستشفى فهو يعلم مدى قدرة أطبائه على القيام بتقديم الحلول العلاجية وبسرعة فائقة فجميع أطبائه على درجة عالية من الكفاءة والتميز.
هذا التفوق المهنى لم يأت من فراغ وإنما وراءه مجهودات مضنية يبذلها فريق العمل المسئول عن هذا الصرح العظيم والذى يقوده واحدا من كبار أساتذة الجراحة العامة فى الوطن العربى وهو الدكتور أيمن خلاف إستشارى الجراحة العامة ومدير عام مستشفى الهلال الأحمر الذى يتولى هذه المسئولية الضخمة منذ ٤ سنوات حقق خلالها الكثير من الإنجازات الطبية ويستمر فى أداء دوره الوطنى المقدس فى قيادة كتيبة من الأطباء الحريصون على تأدية الدور المنوط بهم على أكمل وجه وبحكمة وإقتدار شديدين موجهين رسالة لجميع الأطباء فى المستشفيات الأخرى وبخاصة الحكومية التى تكثر الشكوى بها بسبب سوء معاملة المرضى وفحوى تلك الرسالة يكمن فى حسن المعاملة مع الجميع مهما كانت التضحيات لأن هذا الأمر وحده كافيا لنجاح هذه المنظومة مع ضرورة التحلى بالصبر والتعامل بحكمة بالغة تماما كما هو الحال مع أطباء العصور الماضية حتى يمكنهم تأدية رسالتهم النبيلة فهم واحة الأمان لجميع المرضى.
يدرك الدكتور أيمن خلاف إستشارى الجراحة العامة ومدير عام مستشفى الهلال الأحمر أن المسئولية الوطنية تتطلب الكثير من المعاناة فلم يقصر فى هذا الأمر ليصبح نموذجا يحتذى به فى فن إدارة المستشفيات وليرد الجميل لوطن أفضاله كثيرة علينا جميعا ولشعب هو أحوج لكلمة طيبة تجعله فى حالة نفسية عالية تقوده نحو العلاج فى أسرع وقت ممكن.
منظومة كبيرة أعباؤها شديدة الضخامة يقودها الدكتور أيمن خلاف داخل مستشفى الهلال الأحمر التى بها نحو مائة طبيب متميز وعلى درجة عالية من الكفاءة المهنية يقومون بتقديم جراحات فى تسعة تخصصات نادرة ودقيقة مثل جراحة المفاصل والمناظير والأورام وجراحة الكاحل واليد ووحدة الجراحة الميكروسكوبية وجراحة مناظير العمود الفقرى والمخ والأعصاب بالإضافة إلى قسم الباطنة المساعد لجراحات العظام.
أكثر من ألف عملية جراحية يتم تأديتها كل شهر فى هذا المستشفى بمتوسط يومى ٣٥ عملية يوميا بنسبة نجاح ١٠٠ % بما يجعلنا نتخيل هذا المجهود الخارق الذى يبذله أطباء ذلك الكيان العريق وقائده الدكتور أيمن خلاف الذى يتابع كل حالة على حدة ويتعرف على كل ما تعانيه تلك الحالة وعلى ما هو مطلوب لعلاجها وهو الأمر الذى يجعلنا نرفع لهذه الكتيبة القبعات على هذه المجهودات المضنية لعلاج المرضى ونؤكد أن المنظومة الطبية فى مصر بخير بفضل الدكتور أيمن خلاف وفريق عمله وبغيرهم من أطباء مصر وهو كثيرون فى جميع المستشفيات العامة.
بقلم عبد الناصر محمد
صحفى مصرى
