ذهبت لميناء أشدود عدة مرات خلال الإسبوع الماضيين.. سفينة “بان مارين” المصرية تثير غضب رواد مواقع التواصل الاجتماعي

أثار نشر تقرير صحفي حول وصول سفينة شحن مصرية إلى إسرائيل ردود فعل غاضبة على شبكات التواصل الاجتماعي، لكون وصول السفينة إلى ميناء أشدود يتزامن مع تشديد الحصار على قطاع غزة الذي يشن الاحتلال الإسرائيلي حرباً عليه منذ 127 يوماً.
وقد نشرت مواقع دولية تقارير حول وصول سفينة مصرية، الخميس 8 فبراير 2024، إلى ميناء أشدود الإسرائيلي البعيد عن قطاع غزة المُحاصر 28 كيلومتراً، مثيرةً بذلك ردود فعل واسعة على شبكات التواصل الاجتماعي، فيما أظهرت بيانات وصل إليها موقع “عربي بوست” أن ميناء أشدود جاء ثاني أكثر وجهة للسفينة المصرية خلال عام 2023، كما تكشف البيانات عن الجهة المالكة لهذه السفينة.
وتحمل السفينة المصرية اسم “PAN GG” ويعود تاريخ إنشائها إلى عام 2002، وتبحر تحت علم مصر، وخرجت السفينة من ميناء بورسعيد المصري، ووصلت إلى ميناء أشدود الساعة (22:46) بتوقيت جرينتش من يوم الخميس 8 فبراير 2024، ولا تزال السفينة راسية في الميناء حتى الساعة 9:30 صباحاً من اليوم الجمعة بتوقيت جرينتش، بحسب ما تظهره بيانات لتتبع حركة السفن حول العالم.
وتُظهره البيانات مفتوحة المصدر، فإن السفينة المصرية منذ يوم 19 يناير 2023، وحتى يوم 8 فبراير 2024، توجهت 4 مرات إلى ميناءين إسرائيليين، ووصلت إلى ميناء حيفا يوم 26 يناير، ثم توجهت إلى ميناء أشدود يوم 28 يناير، وعادت إلى ميناء أشدود يوم 02 فبراير، ثم رحلتها الأخيرة إلى نفس الميناء يوم 8 فبراير.
ووصلت إلى ميناء حيفا يوم 26 يناير ، ثم توجهت إلى ميناء أسدود يوم 28 يناير، وعادت إلى ميناء أسدود يوم 02 فبراير، ثم رحلتها الأخيرة إلى نفس الميناء يوم 8 فبراير 2024.
وتُظهر البيانات أن السفينة في رحلاتها الأخيرة إلى أسدود كانت حركتها مقتصرة فقط على رحلات ذهاب وإياب من مصر إلى الميناء الإسرائيلي، ولم تكن السفينة في دولة أخرى، كما أشار بعض المغردين على شبكات التواصل، ملوحين بأن السفينة ربما تنقل حمولات من دولة ثالثة.
وبحسب البيانات، فإنه في يوم 31 يناير 2023، كانت السفينة المصرية في ميناء بورسعيد، وبقيت فيه لمدة يوم، ثم ذهبت إلى ميناء أسدود يوم 2 فبراير 2024، وبقيت فيه لمدة يومين و18 ساعة.
ثم غادرت السفينة ميناء أسدود مساء يوم 4 فبراير، وعادت إلى ميناء بورسعيد يوم 5 فبراير، وظلت بالميناء حتى يوم 8 فبراير، وغادرته ووصلت إلى ميناء أسدود في نفس اليوم الساعة ( 22:46) بتوقيت جرينتش.
وفي عام 2023، كان ميناء أسدود ثاني أكثر وجهة لرحلات السفينة المصرية “PAN GG”، إذ أظهرت بيانات موقع Marine Traffic لتعقب حركة السفن، أن السفينة وصلت إلى أسدود 26 مرة خلال العام الماضي، بزيادة عن عدد مرات وصولها إلى موانئ “بور سعيد، والإسكندرية، ودمياط، والدخيلة”.
كما تُظهر بيانات أخرى متعلقة بالسفينة، أن لديها رحلات أخرى “مجدولة” من مصر إلى إسرائيل، فمن المقرر أن تتوجه السفينة مرات أخرى من ميناء بورسعيد إلى أشدود وبالعكس خلال الفترة من12 فبراير 2024، إلى 3 مارس 2024.
مالك سفينة الشحن المصرية؟
وكشفت التقارير الصحفية أن ملكية السفينة تعود إلى مجموعة “بان مارين” المصرية للشحن، التي تم إنشاؤها في عام 1978، ومن خلال البحث عن الرقم التعريفي للسفينة (IMO)، وتم التوصل إلى بياناتها في قاعدة بيانات “المنظمة البحرية الدولية”، التي أظهرت أن السفينة مملوكة لـ”Pan Marine Shipping Co”، وأنه تم تسجيل السفينة في مصر.
وتُعرّف الشركة نفسها على موقعها الإلكتروني بأنها “مجموعة مصرية، متنوعة ومستقلة، تعمل في السوق المصري لأكثر من 45 عاماً”، وتمتلك هذه المجموعة 4 شركات، هي: “بان مارين لخدمات الشحن، وبان مارين للخدمات اللوجستية، وبان مارين للخدمات البترولية، وميدكون لاينز لإدارة الشحن والتجارة”.
وتؤكد المجموعة، في الملف التعريفي الخاص بها، امتلاكها لسفينة “PAN GG” المصرية، وتُشير إلى أن السفينة مجهزة بـ”أحدث التقنيات”، وأعلنت المجموعة عن مواصفات للسفينة التي تمتلكها، وذكرت أن وزن السفينة الإجمالي يبلغ 12450 طناً، وتتسع لـ 1155 حاوية.
وأكدت التقارير الصحفية أنه ليس واضحاً ما هو نوع الحمولة التي تنقلها السفينة المصرية بين الموانئ المصرية والموانئ الإسرائيلية، لكن بحسب تصريح مروان الشاذلي، وهو نائب رئيس مجلس إدارة الشركة، فإن البضائع التي تقوم “بان مارين” بنقلها، تتضمن مواد غذائية، فيما يذكر موقع الشركة أن مؤن الأطعمة التي تنقلها، تتضمن مواد غذائية “طازجة، ومجمدة، ومعلبة، وجافة”.
ولفتت التقارير إلى أن الشركة تنقل أيضاً مستلزمات التصنيع، وبضائع عامة، وبضائع لها صلة بقطاع البترول، والطاقة، والبنية التحتية، إضافة إلى تقديم خدماتها في “موانئ تخصصية، وموانئ جوية مصرية التي تتضمن مطار القاهرة، ومطار برج العرب، ومطار الجميل ببورسعيد، ومطار شرم الشيخ”، وفقاً لما قاله الشاذلي لموقع “البورصة” في يوليو/تموز 2022.
كما تشير المعلومات التعريفية للشركة على موقعها الإلكتروني، إلى أن لديها 10 مكاتب داخل مصر، وتوضح الشركة في حسابها على موقع LinkedIn، إلى أن عدد الموظفين بالمئات.
وأثار وصول سفينة الشحن المصرية إلى إسرائيل ردود فعل غاضبة على شبكات التواصل الاجتماعي على المستوىالمحلي والعربي، لكون وصول السفينة إلى ميناء أشدود يتزامن مع تشديد الحصار على قطاع غزة الذي يشن الاحتلال الإسرائيلي حرباً عليه منذ 126 يوماً.
يأتي ذلك بالتزامن مع استمرار الحرب ويواجه القطاع حصاراً شديداً من قِبَل الاحتلال الذي يتحكم في جميع معابر القطاع، باستثناء معبر رفح المصري، وقد واجهت الحكومة المصرية دعوات متكررة من قِبَل المسؤولين في القطاع لإدخال المزيد من المساعدات، والسماح لأعداد أكبر من المرضى وأصحاب الحالات الحرجة في غزة بالعبور إلى الأراضي المصرية.
واشار نشطاء أن وصول السفينة المصرية يأتي في وقت تتزايد فيه مظاهر انتشار المجاعة بين سكان غزة، وسبق أن حذرت العديد من المنظمات الحقوقية والأممية من المجاعة في القطاع، بسبب منع إسرائيل وصول المساعدات إلى مناطق مدينة غزة وشمالي القطاع والسماح بإدخالها بكميات محدودة إلى مناطق الجنوب.
وقد ارتفعت حصيلة الحرب على قطاع غزة، حتى اليوم الجمعة 9 فبراير 2024، التي تُحاكم إسرائيل إثرها بتهمة الإبادة الجماعية، لتبلغ “27 ألفاً و947 شهيداً، و67 ألفاً و459 مصاباً منذ 7 أكتوبر الماضي”، بحسب السلطات الفلسطينية في القطاع.