فن وثقافة

رقية العشق الشرعية!!

أستشعرها رغم بعد المسافة بينهما وهي تتخفى صباحا وراء ضباب كثيف على زجاج شباك حجرته في المستشفى .. تأتي كل صباح وتلقي بنظراتها خلسة نحوه تتنفس هواه..
فتننسج له طريقا من البهجة والأمل..
يزيح الضباب بكفه.. فيشعر أنه طيف يحمل عبقات العطر و يسابق نفحات قطر ندى الشروق في رقتها..
فيتحسس أنفاسها .. تتوارى في خجل..
يستنشق عبق ورودها المتناثر من حياء محياها..
يهمس لها في سره .. صباحك دوما استثنائي..
تتهادى هي في تواضع وسمو معا..
يا لصباحها كعادته كله كبرياء وشموخ ..
مُوقّع منها بابتسامة يكتنفها التواضع والبساطة..
يظن البعض أن تواضعها يلفه الخجل ويسوده الكبرياء..
يعض أحدهم إصبعه مرددا “تبا لتواضعها”..
إن بعض الظن إثم..
كلا ليس كذلك..
لأنها الكبرياء ذاته..
محيرة هي..
دائما صباحها استثنائي رغم أنف غيابها..
تنساق إليه كسحابة صيف حالمة..
على ثنايا غيمة مترنحة تداعب السماء..
يأتي من وراء الضباب يمسك بها في رفق كحبات سبحته..
يداعب وجنتيها بأنامله..


وعندما يراقب الورد المشهد من بعيد يزداد غيظا وخجلا من طلتها .. من حالة الشغف بينهما..
رغم أنه لا سال شهد الرضاب ولا زاغ البصر و لا توقفت الأرض عن الدوران ..
ولا فجأة يسقط أحدهما مغشيا عليه من فرط سكر العشق ..
يتفحصها بنظراته خلسة مصحوبة بترانيم من العشق..
فيظن العاشق أنها رقية العشق الشرعية ..
فيلقي بالسمع والبصر يتلصص عليهما..
تواصل العناد والغياب فأزيد في ترديد ورد العشق وابتهالات الشوق..
أجذبها كل صباح إلى محراب عشقي..
و أستشعر وجودها دون إرادة منها..
رغما عنها ..
أرتوي منها عشقا و أملا كل صباح ..
ستبقى في كل صباح ابتسامتها تمثل له تسابيح وورد عبادة.. ورقية عشق شرعية تحفظه من كل داء .. كل هذا يحدث رغما عنها ..
دوما صباحها استثنائي.

بقلم : د. يحيى خيرالله

كاتب وقاص مصري

alarabicpost.com

موقع إخباري عربي دولي.. يتناول آخر الأخبار السياسية والاقتصادية والثقافية والرياضية، إضافة إلى التحقيقات وقضايا الرأي. ويتابع التطورات على مدار 24

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى