مقالات

زيارة وزير الخارجية السعودي لطهران رسالة رفض لواشنطن وتل أبيب

تزامن زيارة وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان إلى طهران مع تسريبات النيويورك تايمز عن الهجوم الإسرائيلي الأمريكي الذي كان مخططا له أوائل مايو وتراجع عنه ترامب.. بمثابة رسالة للإدارة الأمريكية وحليفتها إسرائيل بأن الرياض لن تسمح باستخدام أجواءها في الهجوم المحتمل الذي ينتظره ننتياهو بشغف في حال فشل الحوار الدبلوماسي الأمريكي الإيراني الجاري حاليا.

عدم استخدام الأجواء سيعني بالضرورة عدم استخدام الوجود العسكري الأمريكي على الأرض.. وهو أمر لن يقتصر على السعودية، بل سيشمل القواعد المماثلة في قطر والإمارات والبحرين.

طهران كانت قد هددت بحرب إقليمية أوسع في حالة تعرضها للهجوم، وستعتبر أي طرف يساعد فيه عدواً مشاركاً.

الرياض ومعها دول الخليج تعارض بشدة ضرب المنشآت النفطية الإيرانية، وهو جوهر خطة حكومة نتنياهو المتطرفة لتدمير الاقتصاد الإيراني وبالتالي إسقاط النظام. وقد أشار إلى ذلك أمس الخميس بيني جانتس الوزير السابق في حكومة الحرب الإسرائيلية.

تم إبلاغ إدارة ترامب بأن ذلك يعني كارثة بيئية بالغة الخطورة وسيوجه ضربة قاصمة لاقتصاد النفط في دول الخليج وأولها السعودية. وهو نفس ما حذر منه نائب الرئيس الأمريكي وآخرون من كبار المسؤولين في إدارة البيت الأبيض.

وكالة أنباء الطلبة الإيرانية (إيسنا) ذكرت أن الأمير خالد التقى اللواء محمد باقري، رئيس أركان القوات المسلحة الإيرانية.

اللافت أن الباقري قائد بارز في الحرس الثوري الذي تصنفه السعودية منظمة إرهابية. الرسالة هنا واضحة لكل من تل أبيب وواشنطن.. خصوصا أن المصالحة السعودية الإيرانية أنجزت بوساطة الصين، العدو اللدود لترامب.

زيارة الأمير خالد بن سلمان نجل العاهل السعودي، زيارة نادرة لمسؤول بهذا المستوى إلى طهران.

مرّت عقود منذ آخر زيارة لأمير سعودي رفيع المستوى لإيران، وقام بها الملك عبد الله بن عبد العزيز عام 1997 عندما كان الرئيس الإصلاحي محمد خاتمي في السلطة.

قطعت الرياض علاقاتها مع طهران عام 2016 بعد أن اقتحم متظاهرون إيرانيون السفارة السعودية في طهران عقب إعدام رجل دين شيعي. ثم خاصت الدولتان حربا بالوكالة تورطت فيها عدد من الدول المجاورة، وخاصة اليمن.

بدأت العلاقات بالتحسن عام 2023، ووقعت الدولتان في نهاية المطاف اتفاقية تطبيع تاريخية بوساطة الصين.

وكانت السعودية، إلى جانب دول الخليج العربية الأخرى، حذرة من التورط في الصراع الإيراني مع إسرائيل والولايات المتحدة.

في أكتوبر، أجرت السعودية وإيران أول مناورات بحرية مشتركة في خليج عمان، وفي نوفمبر، زار رئيس أركان القوات المسلحة السعودية، فياض الرويلي، طهران للقاء نظيره الإيراني، وفقاً لوسائل إعلام رسمية.

فراج إسماعيل

كاتب وصحفي مصري

alarabicpost.com

موقع إخباري عربي دولي.. يتناول آخر الأخبار السياسية والاقتصادية والثقافية والرياضية، إضافة إلى التحقيقات وقضايا الرأي. ويتابع التطورات على مدار 24

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى