سلملى على جوزك يا إسماعيل بيه”.. هل يسيطر المثليون على العالم؟

جابرييل أتال رئيس وزراء فرنسا المثلي يعين زوجه وزيرا للخارجية

كتب شريف حمادة:
“سلملى على جوزك يا إسماعيل بيه”.. عبارة قالها الأب “حسن مصطفى” في مسرحية “العيال كبرت” وهو يكلم امرأة تليفونياً وفاجأه ابنه “سعيد صالح”، وادعى الأب أنه يكلم صديقه: “ابقى سلملي على جوزك يا اسماعيل بيه”، الحوار كان “إيفيه” لكنه تحول لحقيقة غريبة فقد تسابق العالم الغربي كما يطلق على أمريكا وكندا وأوروبا في إصدار قوانين تقنن الشذوذ الجنسي وإباحة زواج المثليين، بل وأصبح من الطبيعي تدريس مناهج الحرية الجنسية بل وتعليم أطفال المدارس على ثقافة المثلية الجنسية.
والغريب أن كل دول العالم الغربي كانت منذ سنوات قليلة تجرم المثلية الجنسية، لدرجة أنه كان يتم تطبيق عقوبة الاعدام على من يمارسها منذ مائتي عام في أوروبا، أما الآن فأصبح المثليون يتباهوا بشذوذهم بل ويتم تعيينهم في وظائف عليا ويمثلوا دولهم في الخارج دون حرج أو كسوف.
فقد شغل عدد من المتحولين جنسيا او المثليين مناصب رؤساء حكومات في آيسلندا وبلجيكا ولوكسمبورج وجمهورية أيرلندا وصربيا، وكان آخرهم تعيين الرئيس الفرنسي “إيمانويل ماكرون” للمثلي “جابرييل أتال” رئيسًا للوزراء، ليصبح أصغر رئيس وزراء في تاريخ الجمهورية الخامسة، ولم تتوقف المفاجآت هنا، حيث أعلنت الحكومة الفرنسية عن تعيين زوج رئيس الوزراء، وهو ستيفان سيجورنيه، وزيرا للخارجية، ومن قبله فوز “أدى إدجارز رينكيفيكس”، الذي شغل منصب وزير الخارجية منذ عام 2011، اليمين الدستورية كرئيس جديد لدولة لاتفيا، ليصبح أول رئيس دولة مثلي الجنس بشكل علني في الاتحاد الأوروبي، وهو ما يُعتبر تحولًا مثيرا وفريدا في الفكر الدولي لفتح الباب على مصراعيه للمثليين.
انتشرت «الموجة المثلية» في أمريكا وأوروبا سريعا، وتجاوزت أعداد الدول المؤيدة عالميًا للمثلية 23 دولة، وسط مخاوف شعبية ورسمية في العالم من أن تتأثر سياسات الدول التي يقودها تنفيذيا وسياسيا مثليون بميولهم الجنسية.
وكان قد تقلد منصب رئيس الوزراء البلجيكي عام 2011، إليو دي روبو، كأول رئيس حكومة مثلي الجنس في الاتحاد الأوروبي.
وفي عام 2015، تزوج رئيس وزراء لوكسمبورج، كزافيه بيتيل، البلجيكي جوتيه دستيناي، ليصبح أول مسؤول أوروبي على هذا المستوى في الاتحاد الأوروبي يعقد زواجا مثليًا.
وعقدت الزواج رئيسة بلدية مدينة لوكسمبورج، ليدي بولفر، بحضور رئيس وزراء بلجيكا شارل ميشال، وهو حاليًا رئيس المجلس الأوروبي.
وكان من السياسيين الذين أعلنوا عن توجههم الجنسي كلاوس فوفيرايت رئيس البلدية الحاكم لبرلين 2001-2014، وهو يعتبر من أشهر السياسيين الألمان مثليي الجنس، حيث أعلن عن مثليته الجنسية، قبل انتخابات رئاسة بلدية برلين عام 2001.
وأعلن جيدو فيسترفيله السياسي الألماني الذي تولى حقيبة الخارجية منذ 2009 وحتى 2013- توفي عام 2016- عن ميوله الجنسية رسميًا عام 2004، وقدم رجل الأعمال الألماني، مايكل مرونتس، للعالم على أنه شريك حياته، وكانت خطوته تلك قبل موافقة ألمانيا على تسجيل المثليين عقودًا مدنية للزواج، والتي أيدتها عام 2001.
كما أعلن روزايرو كروتشيتا، رئيس صقلية 2012-2017، والذي أصبح أول رئيس بلدية مثلي علنًا في إيطاليا، بداية من عام 2003 حتى 2009، بعد إعلان نيكي فيندولا، والذي يُعرف بأحد أوائل السياسيين الإيطاليين المثليين، أول رئيس حكومة مثلي علنًا في إيطاليا.
وفي إفريقيا لين براون، رئيسة محافظة كيب الغربية بجنوب أفريقيا، 2008-2009، أول شخص مثلي علنًا يتم تعيينه كرئيس وزراء مقاطعة، وفي منصب وزاري في أي حكومة دولة أفريقية.
إدارة بايدن والمثلية الجنسية
كما عينت إدارة الرئيس الأمريكي الحالي، جو بايدن، نائبة السكرتيرة الصحفية الرئيسية في البيت الأبيض، كارين جان بيير، وهي أول امرأة مثلية بشكل علني.
وقد أدخلت إدارة بايدن أيضًا، أول متحدث رسمي في وزارة الخارجية مثلي الجنس، وهو “نيد برايس”، وكان من قبلها يعمل في وكالة المخابرات المركزية ومجلس الأمن القومي الأمريكي، بالإضافة إلى تنصيب “بيت بوتيجيج”، وزيرًا للنقل بالولايات المتحدة الأمريكية، ليصبح أول شخص مثلي الجنس بشكل علني تتم الموافقة عليه للعمل في مجلس وزراء بايدن، كما أن “بيت” متزوج من رجل، واصطحبه خلال جلسة مناقشة ترشيحه من قبل مجلس الشيوخ، ويتحدث عنه علانية.
وكان عددا من المسؤولين الأمريكيين سجلوا ميولهم نحو المثلية أثناء توليهم المناصب القيادية، وعلى رأسهم حاكم ولاية نيوجرسي 2002-2007، جيم مكجريفي، وهو أول حاكم ولاية مثلي الجنس بشكل علني في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية. وتأتي من بعده، حاكمة ولاية أوريجون الأمريكية، كيت براون، التي تولت المنصب بداية من عام 2015 وحتى الآن، وهي أول شخص مثلي أو مزدوج التوجه الجنسي ينتخب كحاكم ولاية أمريكية.
كما كان جارد بولس على منصب حاكم ولاية كولورادو الأمريكية، منذ عام 2019 حتى الآن، هو ثاني حاكم من مجتمع المثليين علنًا يتم انتخابه في الولايات المتحدة بعد حاكمة ولاية أوريجون كيت براون.
والأغرب أنه قبل التأييد المشدد للمثلية بأمريكان، كان عضو مجلس الشيوخ الأمريكي عن الحزب الجمهوري، يدعى لاري كريج، خسر تأييد الجمهوريين بعدما تم الكشف عن ميوله الجنسية، لذا اضطر لإعلان استقالته خلال مؤتمر صحفي عام 2007، وكان القانون الأمريكي يجرم المثلية الجنسية حتى عام 2003.
وبدلا من مواجهة هذا الفكر الغريب تجد أن الدول الكبرى تحارب من ينتقد المثلية الجنسية لدرجة أن رئيس الوزراء في دولة محافظة مثل اليابان “فوميو كيشيدا”، قد أقال أحد مساعديه العام الماضي، على خلفية إدلائه بتصريحات معادية للمثليين جنسيا اعتبرها رئيس الحكومة “شائنة”.
وأول الدول التي سمحت بوجود قانون لزواج المثليين هى هولندا في عام 2001، وبعدها 16 دولة منها أخرها الولايات المتحدة 2015، وأقرت الأمم المتحدة حقوق المثلية، واعتبرت 17 مايو يوماً للمثليين، ووصل الأمر لوجود كنائس ومساجد للشواذ في الغرب، والكاهن أو الإمام هو الذي يزوج الشواذ ببعض.