سيدي الشيخ ” كوكو ” يتحدى المسئولين ويرفض الإزالة ويتسبب في ثورة 25 يناير 2011
كتب د/ حربي الخولي
يعد ضريح سيدي الشيخ ” كوكو ” الذي يقع بشارع أحمد عرابي وسط مدينة إسنا جنوبى محافظة الأقصر من أهم الأضرحة التي يحرص الأهالي على زيارتها، والذي يمتد عمره لأكثر من مائتي عام، ويربط الأهالي بين صاحب الضريح وبعض الكرامات التي تظهر، مثل بركته في حمل العاقر، وجلب الزوج، وفك السحر، وشفاء الأمراض،
ورغم أنه لا تجد أحدا يعرف عنه معلومات موثقة إلا أن الاعتقاد في كراماته جعل من ضريحه مزارا، فالبعض يؤكد أنه كان أحد أولياء الله الصالحين وقد عاش بالمنطقة، وقيل إنه كان مجذوبا يطوف بالناس ويتحدث بكلمات غير مفهمة ولكن بعضها كان يتحقق، فلما مات أقام الناس له ضريحا ومقاما بالمنطقة، فكانت بعض نساء وفتيات القرى عندما يقصدون المدينة لبيع الجبن والسمن البلدي يزورون المقام لاعتقادهم لـ”نيل البركة والتقرب إلى الله”ليسهل الله لهن بيع بضاعتهم كما يعتقدون،
وقام محافظ الأقصر الأسبق، سمير فرج في شهر نوفمبر عام 2010، بإزالة المقام خلال عملية توسعة لشارع أحمد عرابي، وخلال عمليات الإزالة لم يتم العثور على أي رفات للشيخ، وبعد هذا القرار تجمع العشرات من المشعوذين الذي كانوا يجدون من الضريح وسيلة لهم لكسب المال, وأكدوا أن هناك كارثة سوف تحدث لقيام المسئولين بإزالة الضريح, ولم تمر أسابيع قليلة حتى قامت ثورة 25 يناير, التي أطاحت بالرئيس الأسبق محمد حسني مبارك, وقتها ظهرت شائعة أن الشيخ كوكو قد انتقم لنفسه لقيام المسئولين بإزالة مقامه؛ فقام بعض الأهالي بإعادة المقام لكن قام اللواء مصطفي بكر, مدير أمن الأقصر الأسبق في عام 2014 , بإعطاء أمر بإزالة مقام الشيخ كوكو , وذلك خلال حملة مكبرة لفض إشغالات شارع أحمد عرابي بعد أن أصبح مأوى للبلطجية ووكراً لتجار المخدرات والمسجلين خطر بمشاركة أكثر من 1500 جندى أمن مركزى،
الغريب في الأمر هو رغبة المواطنين في إعادة بناء المقام مجدداً, بعدما قام البعض من الأهالي بالإعلان أن الشيخ كوكو قام بالظهور لهم خلال الحلم, وطلب منهم إعادة بناء المقام بمنطقة أحمد عرابي, حتي لا يحرم الناس من بركاته, إلا أن سلطات الأقصر لم تتخاذل في إزالة المقام مجدداً وأصدر المسئولون قراراً بإزالة الضريح.