شقيقان وطبيب عظام.. منفذو عملية القدس وما رمزيتها؟
قام 3 شبان فلسطينيين من مدينة بيت لحم، جنوبي الضفة الغربية، صباح اليوم الخميس، بنتفيذ عملية إطلاق نار باتجاه حاجز الزعَيّم شرقي القدس المحتلة، والتي أدت إلى مقتل جندي إسرائيلي، وإصابة 8 آخرين بينهم اثنان بحالة حرجة، قبل أن يستشهد اثنان من منفذي الهجوم، بينما أصيب الثالث.
وأكد جيش الاحتلال أن المنفذين هم محمد وكاظم عيسى زواهرة (26 و31 عاما)، شقيقان من بلدة بيت تعمر في بيت لحم جنوبي القدس المحتلة، وأحمد عزام الوحش (32 عاما) من بلدة زعترة المجاورة لبيت تعمر.
وذكرت وسائل الإعلام العبرية أن الشبان الثلاثة استقلوا مركبة زرقاء نحو حاجز الزعيّم قرب قرية الطور، وافتعلوا حادثا مروريا ثم تقدموا نحو الحاجز، وخاضوا اشتباكا مسلحا مع جنود الاحتلال هناك.
وقد أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، أن الهيئة العامة للشؤون المدنية، وهي جهة التواصل مع الجانب الإسرائيلي أبلغته باستشهاد الشقيقين زواهرة، وإصابة الوحش “بجروح لم تعرف طبيعتها بعد”.
طبيب وعريس
وأكدت مصادر عائلية، أن أحمد الوحش هو طبيب عظام ورزق قبل عام بطفلته “زين” في فبراير 2023، أما محمد زواهرة فقد درس تخصص المحاسبة والاقتصاد، بينما شقيقه كاظم درس الهندسة وتزوج في سبتمبر الماضي، ويعرف بأنه صديق الوحش المقرب.
وهرع وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، إلى المكان تحت حراسة مشددة، والذي يشجع على سياسة تسليح المستوطنين التي تنباها، رغم أن العملية كانت ضد جنود مسلحين عند أكثر الحواجز العسكرية حصانة.
وتأتي هذه العملية بعد أقل من أسبوع على تنفيذ المقدسي فادي جمجوم (40 عاما)، عملية إطلاق نار باتجاه محطة للحافلات في مستوطنة (كريات ملاخي) شمال شرقي قطاع غزة، في 16 فبراير، والتي أدت إلى مقتل مستوطنين اثنين وإصابة آخرين.
كما ذكّر اشتراك الشقيقين زواهرة في تنفيذ العملية، بالشقيقين المقدسيين الشهيدين مراد وإبراهيم نمر (30 و38 عاما)، اللذين نفذا عملية إطلاق نار تجاه محطة للحافلات في مستوطنة (راموت) شمالي القدس، في 30 نوفمبر الماضي، والتي أدت إلى مقتل 4 مستوطنين وإصابة آخرين، حيث ما يزال الاحتلال يحتجز جثمانيهما بعد تفجير منزليهما في قرية صور باهر.
رمزية الموقع
قال محللون أن عملية حاجز الزعيّم قد شابهت عمليةَ حاجز النفق، في 16 نوفمبر الماضي، التي نفذها 3 شبان فلسطينيين من مدينة الخليل جنوبي الضفة الغربية، وهم عبد القادر ونصر القواسمي وحسن قفيشة، وأدت إلى مقتل جندي وإصابة آخرين.
وقد تشابهتا العمليتين في التوقيت الصباحي المبكر، وعدد المنفذين ومصيرهم، وطبيعة العملية، وانحدارهم من جنوبي الضفة الغربية، واستهدافهم حاجزا عسكريا قرب القدس المحتلة.
كما اختار منفذو عملية “الزعيّم” الثلاثة، إطلاق النار بسلاحي (إم 16) وكارلو، تجاه حاجز هو الأقرب إلى أكبر مستوطنات القدس المحتلة وهي “معاليه أدوميم” المقامة على أراضي بلدتي أبوديس والعيزرية شرقي المدينة.
واختار منفذو العمليتين التوقيت الصباحي -قبل الثامنة بدقائق بالتوقيت المحلي- الذي يتوجه فيه المستوطنون إلى أعمالهم في القدس، ويشهد يقظة كبيرة من قبل الجنود عند الحاجز.
وقد وقعت هذه العملية في منطقة تتبع لسلطة الاحتلال إداريا وأمنيا، في ظل زيادة القبضة الأمنية والعسكرية منذ السابع من أكتوبر الماضي، خصوصا عند نقاط التماس بين الضفة الغربية والقدس والداخل المحتل، حيث اجتاز المنفذون حاجز “الكونتينر” الذي يفصل جنوب الضفة عن شماليها.
ووقعت العملية في شارع (رقم 1) الرئيس، والذي يمتد من تل أبيب إلى شمالي القدس نحو مستوطنة (معاليه أدوميم) ومن ثم إلى شمالي البحر الميت.
ويذكّر المكان المقدسيين بالأسيرة المحررة إسراء جعابيص، التي اشتعلت مركبتها في المنطقة ذاتها بتاريخ 11 أكتوبر عام 2015، واعتقلها الاحتلال بتهمة محاولة تنفيذ عملية وحكم عليها بالسجن 11 عاما، أمضت منها 8 سنوات، حيث أفرج عنها في صفقة تبادل الأسرى الأخيرة في 25 نوفمبر 2023.