علماء آثار يحذرون من مشروع تجديد إطلالة أحد أهرامات الجيزة: تدخل سافر في عمل المصريين القدماء
تسبب الإعلان عن تجديد إطلالة أحد أهرامات الجيزة في مصر في حالة من الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث أبدى البعض تخوفه من تعريض هذه الأعجوبة للخطر.
وقال بعض علماء الآثار إن المشروع لا يستوفي المعايير العلمية المطلوبة، في حين وصفه البعض بأنه مجرد محاولة لجذب السياح.
من جانبها، قالت وزارة السياحة والآثار المصرية الأسبوع الماضي إن بعثةً أثرية مصرية يابانية مشتركة ستدرس، وتوثق، وترمم كتل الجرانيت التي كانت تشكل الطبقة الخارجية للهرم منقرع -أصغر أهرامات الجيزة الثلاثة، حسب ما ذكرته صحيفة “Washington Post” الأمريكية، الخميس أول يناير الماضي.
وفي مقطع فيديو منشور على فيسبوك، قال الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، مصطفى وزيري، إن الهرم -المبني عام 2490 قبل الميلاد تقريباً- كان الهرم الوحيد الذي يتمتع بطبقة خارجية من الجرانيت بين جميع الأهرام البالغ عددها 124 هرماً في البلاد.
وأوضح مصطفى وزيري، أن الهرم الأصغر من أهرامات الجيزة يحتوي الآن على “خمس أو ست طبقات” من الجرانيت، لكنه كان يحتوي على 16 طبقةً أو أكثر في الأصل.
وأردف وزيري أن عملية الترميم ستستغرق ثلاث سنوات على الأقل، ووصفها بأنها ستكون “مشروع القرن”.
متخصصون يخشون تجديد أهرامات الجيزة
وقد أثارت مقاطع الفيديو التي أظهرت عاملين يحفرون عند قاعدة الهرم، انتقادات حادة على الشبكات الاجتماعية، وأججت مخاوف الخبراء من أن محاولة الترميم ستكون أشبه بالتدنيس.
من المعروف أن هرم “منقرع” جزءاً من أحد مواقع التراث العالمي التابعة لليونسكو، لكن منظمة اليونسكو قالت في رسالة بريد إلكتروني إنها ليست على علمٍ بالمشروع، وذكرت أنها راسلت “السلطات المصرية لطلب المزيد من المعلومات”.
وفي بيانٍ شاركته مونيكا حنا، عالمة الآثار والمصريات في الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري، وصفت مجموعةٌ من علماء الآثار المشروع بأنه “غير علمي على الإطلاق”.
كما اتهم البيان العلماء القائمين على المشروع بالسعي للشهرة والدعاية على حساب البحث الأثري المشروع.
وأضاف بيان العلماء، أن المضي قدماً في المشروع “سيكون عبثاً بالآثار المصرية وتقويضاً لأثريتها وتاريخها”.
ولفت البيان إلى عدة مخاوف، من بينها “عدم وجود دليل أثري أو تاريخي” على الموقع الأصلي لكتل الحجارة الموجودة أمام الهرم.
وأكد البيان أن الكتل المذكورة لم تسقط من الهرم، “بل تركها القائمون على بناء الهرم كعملٍ غير مكتمل”.
وقال المعترضون في البيان: “ولهذا فإن محاولة تحسين الكتل المتبقية وتطويرها لتصبح كساءً للهرم ستكون بمثابة تدخلٍ سافرٍ في عمل المصريين القدماء”.