كتب د. حربي الخولي
يقع مركز ومدينة بلقاس في محافظة الدقهلية، محتلا الحدود الشمالية كاملة لمحافظة الدقهلية، ويقدر بنحو 22% من المساحة الكلية للمحافظة، إذ تقدر مساحته ب 751.5 كم2 من المساحة الكلية للمحافظة التى تقدر ب 3740 كم2 . وعند الرجوع لسبب الاسم وجدنا آراء كثيرة ومتعددة، منها الخيالي الأسطوري، ومنها ما هو علمي ويقارب الحقيقة، فعلى سبيل الأسطورة يذكر بعض الناس أن الاسم يرجع إلى الملكة بلقيس ملكة اليمن في عهد سيدنا سليمان، حيث قيل إنها جاءت لمصر في ذلك الوقت واستراحت بهذه المنطقة فنسبت إليها . وذكر بعض المؤرخين أن كلمة “بلقاس” هي كلمة يونانية الأصل ترجع للعهد اليوناني، حيث اشتقت من كلمة ( ديوبوليس ) بمعنى (مدينة ) . وقيل أن أصل الكلمة من اللغة الفرنسية فيكون معنى الاسم هو ” مدينة الله ” DIEU POLIS ؛ لأن كلمة DIEU ( ديو ) فى اللغة الفرنسية : بمعنى ( الله )، وقيل إن أصل الاسم يرجع للفرنسية لكن بمعن البيت الجميل لأن كلمــــة ( كاس CASE ) تعنى ( بيـت ) وكلمة (BELLE ) تعنى الجميل . وهناك رأى آخر يقول أن ( بلقاس ) محرف عن كلمة ( بوقوليس ) التى تعنى الأرض الواطئة أو المستنقعات التى تربى بها قطعان الماشية فقد كان هذا حال هذه المنطقة من شمال الدلتا منذ العصور القديمة . كما ذكر أنه كان هناك فرع للنيل في المنطقة يسمى الفرع “البوقوليسي” ومنه أخذ اسم “بلقاس” .
ولم تتبع بلقاس معظم تاريخها محافظة الدقهلية وظلت مئات السنين جزءًا من محافظة الغربية، لكن باشوات مصر قديما من أبناء المنطقة مثل البدراوي باشا أكبر إقطاعي في تاريخ مصر وفؤاد باشا سراج الدين وغيرهم كانوا مرتبطين بالمنصورة، ولم تعجبهم تبعية بلقاس وشربين ونبروه وبيلا للغربية، فأقاموا كوبري سيارات طلخا لربط الشرق بالغرب تمهيدا لضمهم للمنصورةـ ولكن قامت ثورة يوليو ورحلوا ، وكان عبد اللطيف بغدادي ابن المنصورة وعاشقها «نائب رئيس الجمهورية» وكان سنة 1955 وزيرًا للشئون القروية والبلدية، فضم للدقهلية بلقاس وشربين، وجعل للمنصورة لأول مرة منفذ على البحر من خلال أرض جمصة . وقد ذكر على باشا مبارك فى كتابه ( الخطط التوفيقية) عن بلقاس قديما أنه ” كان بها أربعة مساجد بغير منارات, وأربعة منازل مشيّدة وخمسة بساتين, وأضرحة لبعض الصالحين ” .
