منوعات

#على الأصل دووووور …. زعلوك والملوك

" تروح فين يا صعلوك بين الملوك "

يظن الناس أن هذا المثل المقصود به أن الشخص البسيط لا ينبغي أن يصاحب أو يكون مع الأثرياء والوجهاء، فيضرب المثل لذلك، لكن الحقيقة أن هذا المثل له قصة حدثت مع مذبحة القلعة، أو مذبحة المماليك وهي حادثة تاريخيَّة وقعت في ولاية مصر العثمانية دبرها محمد علي باشا للتخلص من أعدائه المماليك يوم الجمعة 5 صفر سنة 1226 هـ الموافق 1 مارس لعام 1811م. حيث جهز حفلًا ضخمًا بمناسبة تولي ابنه أحمد طوسون باشا قيادة الجيش الخارج إلى الحجاز للقضاء على حركة محمد بن عبد الوهاب في نجد، ودعا رجال الدولة وأعيانها وكبار الموظفين العسكريين والمدنيين وزعماء المماليك لشهود هذا الحفل. فلبَّى 470 مملوكًا الدعوة، وحضروا إلى القلعة في أزهى الملابس والزينة. وعند تقليد الأمير طوسون خلعة القيادة، سار الجميع خلف الموكب للاحتفال، واستُدرِجَ المماليك إلى باب العزب، وفتح الجنود عليهم وابل الرصاص، وساد الهرج والمرج، وحاول المماليك الفرار، لكن قُتِل أغلبهم بالرصاص، حتى امتلأ فناء القلعة بالجثث، ومن نجا منهم من الرصاص، ذُبِحَ على أيدي الجنود. ولم ينج منهم سوى مملوك واحد يدعى «أمين بك» تمكن من الهرب إلى الشام. وبعدما ذاع الخبر؛ انتشرت الفوضى في البلاد لمدة ثلاثة أيام، قُتل خلالها نحو ألف من المماليك ونُهب خمسمائة بيت، ولم يتوقف السلب والنهب إلا بعد أن نزل محمد علي إلى شوارع المدينة، وتمكن من السيطرة على جنوده وأعاد الانضباط.
وبعد انتهاء المذبحة وإبادة 470 مملوكًا في القلعة قام أمير لجنة حصر القتلى بتدوين أسماء الضحايا ليفاجأ بجثمان الشيخ المصري زعلوك بينهم، وكان هذا الشيخ الشهير يعمل موظف حسابات ومستشار لدى أحد المماليك الذين قتلوا في المذبحة، وقد أصر أن يصطحب سيده للقلعة ويدخل معه رغم أنه لم يكن من المفترض أن يدخل مع المماليك لأنه ليس منهم، لكنه صاحب سيده للداخل فقتل مع المماليك، فتداول المصريون القصة وكانوا يقولون : “تروح فين يا زعلوك بين الملوك”، ويقصدون المماليك وليس الملوك، وقد رفع الأمر إلى محمد على الذي منح على الفور لورثة الشيخ “زعلوك” آلاف المواشي ومئات الأفدنة ناحية دسوق تعويضًا لمصابهم في الشيخ ، ثم حُرِّف المثل من “تروح فين يا زعلوك بين الملوك” إلى “تروح فين يا صعلوك بين الملوك”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى