
هى أشهر وأقدم العمارات بالقاهرة ، إستمدت شهرتها من كونها كانت سكناً لعدد كبير من مشاهير مصر .. إنها يا سادة ” عمارة الإيموبيليا “.
شُيدت سنة 1940 حيث صممها مهندسون أجانب، وتقع عند نقطة التقاء شارعي شريف وقصر النيل، وتعد شركة “الشمس” المالك الحالى للعمارة بعد تأميمها عقب ثورة يوليو.
كانت الإيموبيليا محل السكن المفضل لنجوم وفناني وأدباء وسياسيي مصر في حقبة الخمسينيات والستينيات وحتى الوقت الحالي.
مالك العمارة هو رجل الأعمال المصري الشهير أحمد عبود باشا ، وتكلف بناؤها نحو مليون و200 ألف جنيه في ذلك الحين، وصممت على هيئة برجين كل برج له 3 مداخل، ويضم البرج الأول 11طابقاً فيما يضم الثاني 13 طابقاً، ويبلغ عدد شقق العمارة 370 شقة وبها 27 مصعداً وقام ٤ آلاف ببنائها ، ولكن بعد قيام ثورة يوليو المجيدة تم تأميم العمارة وأصبحت ملك شركة “الشمس”.
كان “عبود باشا” مشهورًا بحب الأهلى، وتولى رئاسته فى عام 1946، ولذلك قام بتخصيص شقتين بـ “الإيموبيليا” للمغتربين من لاعبى النادى الأهلى ، كما وظف بعضهم بشركة البوستة الخديوية، والتى كان مقرها فى العمارة أيضا ، وكلمة الإيموبيليا تعنى الفوز بالتزكية وكان يقصد مالك العمارة عبود باشا المعروف بتعصبه الشديد للنادى الأهلى من وراء هذه التسمية أن الأهلاوية هم فقط الفائزون بالسكن فى العمارة ولا شقق للزملكاوية ومع ذلك سكن بعض مشجعى الزمالك هذه العمارة وعلى رأسهم موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب والفنانة القديرة ماجدة.
أقام في العمارة أغلب فناني مصر في ذلك الحين، ومنهم نجيب الريحاني ومحمد فوزي وأنور وجدي وليلى مراد ومحمود المليجي وكاميليا بالإضافة إلى الأديب الكبير توفيق الحكيم.
كما كانت تقيم الفنانة ماجدة الخطيب في العمارة حتى فترة قريبة قبل وفاتها، وممن سكنوا العمارة أيضاً الفنان والمخرج محمود ذو الفقار، والمخرج الكبير هنري بركات، والمخرج كمال الشيخ والفنانة أسمهان، والفنان أحمد سالم ، والمنتجة آسيا داغر.
كما أقامت بالعمارة كوكبة من السياسيين مثل القيادى الوفدى فؤاد سراج الدين وإبراهيم باشا عبد الهادي رئيس وزراء مصر السابق وإسماعيل باشا حسن رئيس الديوان الملكي، وابن عم الملك فاروق وأحمد باشا كامل، وإسماعيل باشا صدقي رئيس الوزراء الأسبق، والدكتور عزيز صدقي رئيس وزراء مصر في عهد الرئيس الراحل أنور السادات ، وكان فيها مكتب نقيب المحامين الأسبق أحمد الخواجة.
كانت العمارة وراء فكرة فكرة فيلم “بين السماء والأرض” وُلدت للمخرج صلاح أبو سيف فى هذه العمارة ، حيث كان في زيارة لأحد الفنانين في العمارة وتعطل به المصعد، وظل معلقاً لساعات طويلة ومن هنا جاءت له فكرة الفيلم الذى تم تصويره فى عمارة ” ليبون ” الشهيرة بعمارة الفنانة فاتن حمامة.
كما أن معظم أفلام الفنانة ماجدة يتم تصويرها فى شقق عمارة هذه العمارة التاريخية التى لا تزال صرحا شامخا يزين قاهرة المعز.
بقلم الكاتب الصحفى
عبدالناصر محمد