منوعات

قال سليمان : “لأعذبنه عذابا شديدا أو لأذبحنه”. وقالت امرأة العزيز : ” يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ “

علم النفس الحديث من القرآن الكريم


كتب د . حربي الخولي
في سورة النمل عند تأمل حالة الغضب التي أصابت سليمان عليه السلام بسبب غياب الهدهد دون عذر نجد أن غضبه النفسي كان يتصاعد على الهدهد وبالتالي تتصاعد العقوبة ، فقد بدأ الغضب فكانت العقوبة الأولى أنه سوف يعذبه عذابا شديدا، ثم تصاعد الغضب في نفسه فتصاعدت العقوبة حتى وصلت إلى أنه سوف يذبحه، فلم يكن للهدهد حبا قلبيا عند سليمان، فالهدهد كان جنديا من جنود الله مسخر لسليمان، والعلاقة علاقة القائد بالجندي؛ لذا كان الغضب يتصاعد بشدة لأقصى درجة ومعه العقوبة، أما في حالة أن المغضوب عليه كان على درجة من قلب الغاضب ويحبه، فنجد أن الغضب يظهر وتبدأ معه العقوبة، ثم يقل الغضب فتقل معه العقوبة تنازليا وليس تصاعديا، فعندما يقرر الغاضب أمرا شديد يشعر بالعاطفة فيقلل من العقوبة ، وهو ما حدث مع امرأة العزيز – في سورة يوسف – التي كانت تحب يوسف حبا جما؛ لذا بدأ غضبها بقولها لزوجها عن ضرورة عقوبة يوسف الذي ادعت أنه هو المعتدي، فقررت أن يسجن، وهنا شعرت بمدى هذه العقوبة عليها هي، فنزلت بالعقوبة إلى عذاب أليم كأن يجلد جلدة أو ما شابه لكنه سيظل معها . وهو الأمر الملاحظ عندما يغضب الاب من ابنه فيؤكد أنه سوف يقتله، ثم يتراجع بأنه سوف يعذبه بشدة عندما يعود إليه، وهكذا الذي يحكم تصاعد العقوبة أو هبوطها درجة المغضوب عليه من قلب الغاضب، وسبحان الخالق العالم ببواطن الأنفس وما تخفي الصدور .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى