
ما أن يرى البعض هلال شهر شوال ويتم عن الإعلان عن إنتهاء شهر رمضان المبارك وتجد الخليفة ومن حوله يستعدون لموكب صلاة العيد ، ذلك الموكب المهيب الذى يتقدمه الخليفة ومعه كل رجال قصره وخلافته .. الجميع يتزين بأفضل الثياب الجديدة الفاخرة المصنوعة من الحرير الخالص.
وعودة إلى الفن المعمارى الذى يتميز به شعب مصر العظيم على طول الزمن فإن القصور العظيمة للخلفاء الفاطميين تحتوي على مجمعين رئيسيين للقصر الأول الشرقى والثانى الغربى. كانت تقع هذه فى وسط مدينة القاهرة المسورة حول المنطقة التي لا تزال تعرف اليوم بإسم (“بين القصرين”).
نظم جوهر المدينة بحيث كان مجمع قصر الخلافة في مركزها، بالإضافة إلى الجامع الرئيسى ” الأزهر ” إلى الجنوب الشرقي. يتألف مجمع القصر من جزأين رئيسيين: القصر الشرقي الكبير ، الأول الذي وضعه جوهر عام 970 لوصول الخليفة المعزلدين الله، والقصر الغربي الذي أُضيف في عهد خليفته الخليفة العزيزبالله كانوا معًا بمثابة مساكن للخلفاء وعائلاتهم طوال الفترة الفاطمية، وبالتالي عُرفوا أيضًا باسم دار الخلافة.
كان القصر الشرقي يتألف من العديد من القاعات العظيمة، وأهمها سبقتها ساحات (تسمى ديهليز).
كما يضم القصر العديد من الحدائق أو الساحات، وغالبا ما يحدها الرواق ويضم أجنحة ونوافير، حيث تكشفت حياة المحكمة.
أبلغ الزوار الذين كتبوا عن القصور عن أرصفة رخامية بألوان مختلفة ونوافير مركزية وتركيبات ذهبية وزخارف وحيوانات معروضة لإثارة إعجاب الضيوف.
تم تناول حوالي ربع القصر إلى الشمال الشرقي من قبل ساحة كبيرة تسمى رحبة العيد «ساحة المهرجان»، التى لا تزال والتى كانت نقطة الانطلاق لمواكب الخليفة.
وها هو باب ” العيد ” أحد أبواب القصر الشرقي التسعة وسمي باب العيد لأن الخليفة كان يخرج منه في يومي العيد إلى المصلى الذي كان خارج باب النصر وموضعه اليوم بشارع قصر الشوك.
ولا يبقى سوى التقدم لحضراتكم ولشعب مصر العظيم بأجمل وأرق التهانى بحلول عيد الفطر المبارك .. وكل عام وأنتم بخير
بقلم الكاتب الصحفى
عبدالناصر محمد