أبدت منظمة الصحة العالمية قلقها، اليوم الاثنين، إزاء العملية العسكرية التي تنفّذها قوات الاحتلال الإسرائيلي ضد مجمع الشفاء الطبي في مدينة غزة الواقعة في شمال قطاع غزة المحاصر والمستهدف، محذّرةَ من أنّ المعارك “تعرّض العاملين في مجال الصحة والمرضى والمدنيين إلى الخطر”.
وفدنفّذت القوات الإسرائيلية، منذ فجر اليوم الاثنين، عملية تدّعي بأنّها “محددة” في مجمع الشفاء الطبي بحيّ الرمال في مدينة غزة، بناءً على معلومات تفيد بوجود مسؤولين من حركة حماس في هذا المستشفى الذي يُعَدّ الأكبر في قطاع غزة، وسط قصف مدفعي وغارات جوية كثيفة تسبّبت في فرار السكان من المنطقة المحيطة بعد الدعوة إلى إخلائها.
وقد أكد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية “تيدروس أدهانوم غيبريسوس”، عبر تدوينة على منصة “إكس”: “نشعر بقلق بالغ حيال الوضع في مجمع الشفاء الطبي في شمال غزة”، مشدّداً على أنّه “لا ينبغي للمستشفيات أن تكون ميدان معارك”.
وأوضح المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، أنّ مجمع الشفاء الطبي “استأنف في الآونة الاخيرة تقديم خدمات صحية بالحدّ الأدنى”. يُذكر أنّه كان قد خرج عن الخدمة بعد محاصرته وقصفه واقتحامه وتدميره في نوفمبر الماضي.
وحذّر غيبريسوس، من أنّ أيّ أعمال عدائية أو عسكرة للمنشأة (الطبية) تعرّض للخطر الخدمات الصحية وحركة سيارات الإسعاف وإيصال الإمدادات المنقذة للحياة” لمن يحتاجها.
وشدّد المسؤول الأممي على “وجوب حماية المستشفيات”، وطالب بـ”وقف إطلاق النار”.
Hospitals should never be battlegrounds. We are terribly worried about the situation at Al-Shifa Hospital in northern #Gaza, which is endangering health workers, patients and civilians.
The hospital has only recently restored minimal health services. Any hostilities or…
— Tedros Adhanom Ghebreyesus (@DrTedros) March 18, 2024
مجمع الشفاء الطبي هدف للاحتلال للمرة الثانية
وأفادت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة: “تلقينا عشرات الاتصالات من مواطنين بوجود عشرات الشهداء والمصابين في الشوارع في حيّ الرمال ومحيط مجمع الشفاء الطبي، ولا يستطيع أحد نقلهم إلى المستشفى بسبب كثافة إطلاق النار والقصف المدفعي”.
وأكد شهود عيان أنّ مبنيَين في مجمع الشفاء الطبي تعرّضا للقصف، وأنّ حريقاً شبّ في الطبقات العلوية، في قسم الجراحات التخصصية، وتحدّثوا كذلك عن حالات اختناق.
وتعد هذه المرّة هي الثانية، منذ بداية الحرب الإسرائيلية على القطاع في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، التي تنفذذ فيها قوات الاحتلال عملية عسكرية ضد هذا المستشفى. وقد أتت العملية الأولى في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، والتي زعمت إسرائيل حينها أنّ مجمع الشفاء الطبي يضمّ مركز قيادة تابعاً لحركة حماس، الأمر الذي لم تتمكّن قواتها من إثباته حتى بعد اقتحام المستشفى.
كما أنّ القوات الإسرائيلية حاصرت مجمع الشفاء الطبي ومَن في داخله من مرضى وجرحى وطواقم طبية وإدارية وكذلك نازحين، على مدى أيام، وقصفته قبل أن تجتاحه وتلحق دماراً كبيرا بمبانيه وتجهيزاته إلى جانب خسائر في الأرواح.
وفي صباح اليوم الاثنين، أعلنت قوات الاحتلال أنّها تواصل مع جهاز الأمن (الشاباك) “تنفيذ عمليات دقيقة” في مواجهة مقاتلي حركة حماس بعدما رصدت “في الساعات القليلة الماضية إطلاق نار” من عدد من مباني المستشفى، بحسب زعمها.
وقد لفتت قوات الاحتلال إلى اشتباكات و”إصابات عدّة”، وسبق وأفادت في وقت سابق بأنّ العملية التي تنفّذها تستند إلى معلومات تشير إلى استخدام المستشفى من قبل “مسؤولين كبار” في حركة حماس.
زبالتالي، يتكرّر السيناريو نفسه، مع تعديلات طفيفة، الذي مثّل مرتكز العملية السابقة التي نفّذتها قوات الاحتلال ضدّ مجمع الشفاء الطبي في مدينة غزة
وقد أدان المكتب الإعلامي التابع للحكومة في قطاع غزة العملية الإسرائيلية الأخيرة المتواصلة منذ فجر اليوم، مشدّداً على أنّ “اقتحام مجمع الشفاء الطبي” واستهدافه بـ”الدبابات والطائرات المسيّرة والأسلحة” وكذلك “إطلاق النار في داخله” أمور تمثّل “جريمة حرب”. وأكد أنّ هذا المستشفى يتعرّض لـ”القصف”، مشيراً إلى أنّ “عشرات آلاف النازحين” موجودون في أرجائه.
من جانبها، رصدت وكالة “فرانس برس” قصف الطيران الحربي الإسرائيلي لعشرات الشقق السكنية في حيّ الرمال عموماً ومحيط مجمع الشفاء الطبي خصوصاً الذي يؤوي كذلك آلاف النازحين.
كما رصدت الو خروج مئات الفلسطينيين، غالبيتهم من الأطفال والنساء والمسنّين، من بيوتهم في اتّجاه حيّ الزيتون والدرج في وسط وشرق مدينة غزة، هرباً من القصف الجوي وكذلك المدفعي المكثّفَين.