منوعات

كيف فطنت مريم أن ابنها لن يكون له أب ؟ ولماذا قالت الملائكة لها ” يخلق ” ومع زكريا ” يفعل “؟ وسبب أن مريم قالت ” ولد” وقال زكريا “غلام ” ؟

رؤية دلالية

كتب د. حربي الخولي
عندما بشر الله السيدة مريم عن طريق الملائكة عامة وجبريل خاصة بأنه سيكون لها طفل اسمه المسيح عيسى ابنها، فهنا تعجبت مريم فقالت كيف سيكون لي طفل وأنا لم أتزوج ولم أكن فاسدة ” قَالَتۡ رَبِّ أَنَّىٰ يَكُونُ لِي وَلَدٞ وَلَمۡ يَمۡسَسۡنِي بَشَرٞۖ ” ال عمران ” قَالَتۡ أَنَّىٰ يَكُونُ لِي غُلَٰمٞ وَلَمۡ يَمۡسَسۡنِي بَشَرٞ وَلَمۡ أَكُ بَغِيّٗا ” مريم ؟
فلماذا افترضت السيدة مريم أن ابنها لن يكون له أب رغم أن البشرى أنه سيكون لها ابن ولم تتضمن أنه ليس له أب ؟ فبشرى الملائكة بالغلام وبشرى جبريل أنه سيهبها غلاما بقدر الله لم تكن تعني أبدا أنها لن تتزوج، فقد يكون معنى البشرى إن الله سيجعلك تتزوجين ثم يهب لك عن طريق جبريل غلاما مكرما ومقربا من الله، مختلفا عن باقي الناس في أخلاقه وصفاته كما حدث مع بشرى زكريا ” يَٰزَكَرِيَّآ إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَٰمٍ ٱسۡمُهُۥ يَحۡيَىٰ لَمۡ نَجۡعَل لَّهُۥ مِن قَبۡلُ سَمِيّٗا ” وحدث مع إبراهيم ” فبشرناه بغلام حليم ” ؟


والإجابة عن ذلك ترجع لفطنة وذكاء السيدة مريم، فعندما قالت الملائكة لها ” إِنَّ ٱللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٖ مِّنۡهُ ٱسۡمُهُ ٱلۡمَسِيحُ عِيسَى ٱبۡنُ مَرۡيَمَ ” علمت أن نسب عيسى لها هي أمر لا يكون سوى عندما لن يكون له أب، فستكون هي الأم والأب، بينما في بشرى زكريا وإبراهيم تكون البشرى خاصة بالغلام فقط دون نسبه لأن نسبه معلوم وهو زكريا ليحيى وإبراهيم لإسماعيل وإسحاق ويعقوب، وكان جواب التعجب مع مريم قَالَ ” كَذَٰلِكِ ٱللَّهُ يَخۡلُقُ مَا يَشَآءُۚ ” بينما كان جواب التعجب مع زكريا ” قَالَ كَذَٰلِكَ ٱللَّهُ يَفۡعَلُ مَا يَشَآءُ ” فاختلاف الجواب، فمع مريم “يخلق” لأن عيسى سيأتي من العدم دون والد من الأساس، أما مع زكريا فالله ” يفعل ” لأن يحيى سيأتي من علاج مشكلة كبر زكريا وزوجه مع كونها عاقر، فناسب علاج المشكلة الفعل وناسب علاج الإيجاد من العدم الخلق .


كما نلاحظ أن مريم بعد البشرى قالت :” رَبِّ أَنَّىٰ يَكُونُ لِي وَلَدٞ ” بينما مع زكريا بعد البشرى قال ” رَبِّ أَنَّىٰ يَكُونُ لِي غُلَٰمٞ ” وذلك لأن بشرى مريم بكلمة ستحمل دون والد فلم تكن تعلم جنس الجنين لذا قالت بلفظ الولد الذي يعني الذكر والأنثى فكل مولود ولد أما بالنسبة لزكريا فكان يعلم نوع الجنين حيث كانت البشرى بيحيى لذا قال أنى يكون لي غلام أي ذكر . والله أعلى وأعلم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى