ليبيا على صفيح ساخن.. شبح الحرب الأهلية يعود من جديد بعد خلاف الدببة ونواب بني غازي !!
تشهد ليبيا حالة من الانقسام الشديد والتوتر السياسي بين الأطراف المتنازعة على السلطة، وهو ما يوحي بعودة شبح الحرب الأهلية للبلاد خاصة مع تحركات سياسية وعسكرية متلاحقة في الآونة الأخيرة.
من جانبه، أعلن مجلس النواب الليبي في بنغازي انتهاء ولاية السلطة التنفيذية التي جاءت بحكومة موحدة برئاسة عبد الحميد الدبيبة، واعتبر البرلمان أن حكومة أسامة حماد هي الشرعية.
على الجانب الآخر، تحرك الجيش الليبي تجاه جنوب غربي البلاد بهدف تأمين الحدود لمنع تهريب السلاح وإحباط تسلل مقاتلين أو إرهابيين وسط مخاوف من أطراف اخرى أبرزها حكومة الدبيبة وقبائل الزنتان.
وقد فشلت جميع مبادرات الحل في ليبيا وسط حالة من الاستقطاب الحاد الذي قد يعيد الأمور لمرحلة الصراع العسكري من جديد ويجعل شبح الحرب الأهلية تخيم على البلاد.
والمتابع للشأن الليبي سوف يجد أن الوضع الذي تمر به ليبيا يشبه الفترة اللي مرت بها في 2014 من حيث الاستقطاب السياسي الواسع، والتي وكانت نتيجتها صراع مسلح بدأ في 2014 وانتهى في 2020.
المؤسف أن كل طرف سياسي في ليبيا سواء في الشرق أو الغرب يريد أن يبرهن أنه الطرف الأقوى والفاعل، حيث يبدو أنه لا توجد رغبة محلية لعقد مسار تفاوضي يفضي لعملية انتخابية يقبل بها الجميع، في الوقت الذي لا يهتم المجتمع الدولي بالشأن الليبي لاشتعال المنطقة بملفات ساخنة في غزة ولبنان واليمن والسودان.
وأصبح مستقبل ليبيا ككيان وكدولة واحدة مهددا بشدة على الرغم من أن العملية السياسية في ليبيا ليست دستورية أو قانونية، فلا أحد يمتلك الشرعية وبالتالي قد يعود المشهد لبدايه الصراع في أي وقت.
فكل الأطراف المتصارعة مستفبدة من هذا المشهد سواء الدبيبة أو حفتر وأعوانه.
فإعلان مجلس النواب انتهاء ولاية الدبيبة ليس جديدا وهو أمر يسعد الأخير الذي لا يرغب في التوافق بين مجلسي النواب والدولة، كما سبق وأكد ذلك عدد من المحللين الليبيين، لأن ذلك سوف يؤدي إلى بقاءه كرئيس للحكومة في الغرب وفي المقابل أسامة حماد رئيس الحكومة في الشرق.
كما أكد المحللون أن كل الشخصيات السياسية الموجودة لا ترغب في إجراء الانتخابات، في ظل وجود أطراف الدولية داعمة لاستمرار هذا الانقسام وكل طرف يريد استغلال ثروات ليبيا أو لا يريد طرف دولي آخر السيطرة على المشهد.
شريف حمادة
كاتب وصحفي مصري