مابين الشرع الجولاني !!

بداية احترم الشأن الداخلي لأي دولة فهو حق أصيل لشعبها لكن على دول المنطقة أن تحتاط لأن في اعتقادي اللعبة اكبر من غـزة وسوريا ولبنان اللعبة اكبر من إيران
كان يجب على الديمقراطيين في أمريكا قبل الانتخابات الرئاسية الأمريكية وبالطبع كان هناك احتمال بفوز دونالد ترامب أن يضعوا خططا استباقية فمعروف أن هناك ثم علاقة ما تربط ترامب ببويتن ، وقد سبق توجيه الاتهام إليه بأن فوزه مدة ولايته الأولى كان بدعم روسي ترامب لم ينكر علاقته الطيبة بروسيا وخلافه مع الصين حليف روسيا خلاف اقتصادي فهو يرى الاقتصاد الصيني منافس قوي للاقتصاد الأمريكي بل ويهدده كذلك خلاف ترامب مع الصين ليس لعدم تخليها عن مشروعها النووي بل لدعمها جماعات أصبح وجودها يهدد الهيمنة الامريكية على الشرق الأوسط ولأن السياسة لعبة المصالح فلا مانع أن يغض ترامب الطرف عن الخطاب العدائي لترامب الخاص بأهم حلفائه في المنطقة على اعتبار أنهم ليسوا قصر وأنهم بالغين ما فيه الكفاية فقد يكون ما ستحصل عليه روسيا خلال فترة ولاية ترامب اهم يكفي اغلاق صنبور المساعدات لأوكرانيا مما يسهل تتويج روسيا باكليل النصر ويكفي أن يرفض بشكل نهائي طلب انضمام بولندا لحلف النيتو بما يعني تأمين ظهره والحصول على هدنه يستجمع بها قواه ويعيد ترميم الاقتصاد الروسي الذي انهكته سنوات الحرب الأخيرة سواء في سوريا أو في أوكرانيا
الدولة العميقة في الولايات المتحدة تلعب على كل المحاور
نجح ترامب والحزب الديمقراطي من جهة يفسد على روسيا نشوة زعاماتها للبريكس فمع سقوط نظام الأسد ظهرت روسيا ضعيفة فالمخابرات الروسية لم تكتشف مخطط إسقاط نظام الأسد والقيصر لم يسارع لنجدته بل اكتفى بمنحه حق اللجوء السياسي وكأنه مل من ابتزازه كما أنه أظهر النظام الروسي أنه غادر لا يحمي بما فيه الكفاية حلفائه وبالتالي على الدول التي ترغب في الانضمام للبريكس من أجل الدخول تحت مظلة روسيا أن تفكر الف مرة خلال الفترة الماضية استطاع نتنيـاهو بمباركة أميركية توجيه ضربات قاسية لإيران بضرب اكبر حلفائها سواء حماس أو حزب الله أو إسقاط النظام السوري وهذا رغم أنه في مصلحة ترامب فهو أيضا ضدها فقد يضعه في مأزق مع صديقه بويتن الذي قد يغضب لما حل بأهم حلفائه في المنطقة إيران وسوريا وفي نفس الوقت اضعاف ايران يرفع عبء ثقيل عن ترامب وهذا وذاك ينشط تجارة السلاح وتصنيعه
المهم لا مانع أن تدعم الدولة العميقة في الولايات المتحدة الأمريكية الجماعات التي اعتبرتها يوما إرهابية لا مانع أن تمنحها الشرعية في الوصول للحكم لا مانع أن تساند الجماعات الإسلامية بأي مسمى من أجل مصالحة هذه الدولة العميقة ومن أجل الحفاظ على هيبة أمريكا لا مانع أن يعود الجولاني لأصله الشرع ويصبح عفى الله عما سلف ويصبح قائد ثورة وطني بعد أن كان ارهابي مطلوب المهم أن يسير كل شيء على هوى العم سام فهو من يمنح الألقاب هو من يصنف من ارهابي ومن وطني وقومي.
لذا لا استبعد أن يكون هناك اتفاقا عقد في الخفاء مابين الدولة العميقة ونظام ترامب وأن العداء الظاهري وخطب ترامب النارية من أجل استقطاب الناخبين.
لذا على شعوب المنطقة أن تحتاط فنحن جميعا هدف هام وصيد ثمين لهذه الدولة تسعى لاقتناصه عن طريق إعادة إحياء حلم الدولة العميقة الأميركية بإغراق المنطقة في الفوضى الخلاقة والتي نجحت معظم نظم الحكم فيها في القضاء على كوادر السياسية وقيادات الصف الثاني حتى أصبح كل حاكم في هذه الدول يقف ويقول بغرور انا وبعدي الفوضى.
عبير مدين
كاتبة وروائية مصرية