مصادر: السعودية تسعى للاستحواذ على “رأس جميلة” مقابل التنازل عن ودائعها في البنك المركزي المصري
كتب شريف حمادة:
أكد مصدر حكومي مصري، أن المملكة العربية السعودية عرضت التنازل عن ودائعها في البنك المركزي مقابل الاستحواذ على عدد من الشركات الحكومية وإتمام صفقة “رأس جميلة”.
وأضاف المصدر أن السعودية تمتلك ودائع بالبنك المركزي المصري، وصلت قيمتها نحو 10.3 مليار دولار، تتوزع بين 5.3 مليارات دولار ودائع متوسطة وطويلة الأجل، و5 مليارات دولار ودائع قصيرة الأجل.
وأشار المصدر، إلى أن الصفقات التي يتضمنها العرض السعودي تشمل مدينة رأس جميلة، وشركة سيرا للتعليم، وهي شركة متخصصة في قطاع الخدمات التعليمية في مصر، تقوم بتشغيل 27 مدرسة مملوكة لها، إضافة إلى نحو 5 شركات أخرى في قطاعات مختلفة مثل التطوير العقاري والصحة والطاقة والكهرباء والخدمات المالية والأغذية، وسيتم الإعلان عن تلك الصفقات قريبًا.
وفي أغسطس/آب 2022، سبق وأعلن صندوق الاستثمارات العامة السعودي، إطلاق الشركة السعودية المصرية للاستثمار، بهدف تنمية وتعزيز الشراكة الاستثمارية لصندوق الاستثمارات العامة في مصر، الأمر الذي سوف يساهم في تحقيق “عوائد جذابة على المدى الطويل وتطوير أوجه تعاون في العديد من القطاعات الاستراتيجية”.
وكان صندوق الاستثمارات العامة السعودية قد سبق واستحمل عام 2022، على حصص مملوكة للحكومة المصرية في 4 شركات مدرجة بالبورصة بقيمة 1.3 مليار دولار، منها شركة أي فاينانس للاستثمارات المالية والرقمية، وأبو قير للأسمدة والصناعات الكيماوية، وشركة مصر لإنتاج الأسمدة موبكو، والإسكندرية لتداول الحاويات.
وكشف المصدر، عن نية الحكومة المصرية، الإعلان عن طرح عدد من الشركات الحكومية خلال الفترة المقبلة، لن تقل عن 10 شركات منها شركتي وطنية، وصافي التابعتين لجهاز مشروعات الخدمة الوطنية، ومحطة سيمنز لتوليد الكهرباء ببني سويف، و4 محطات لتحلية المياه، ومحطتين لتوليد الطاقة من الرياح بمنطقتي جبل الزيت والزعفرانة.
وأكد المصدر أن صندوق الاستثمارات العامة السعودية سينافس الإمارات السعي للاستحواذ على معظم تلك المشروعات والشركات.
وكانت الإمارات قد وقعت مؤخرًا أكبر صفقة استثمارية لتطوير مدينة رأس الحكمة بقيمة 35 مليار دولار.
وأكدت المصدر الحكومي المصري، أن إجمالي المتوقع من تلك الطروحات الحكومية حتى نهاية العام المالي الجاري 2023- 2024، يبلغ قيمته نحو 2 مليار دولار ، بعد تمديد برنامج الطروحات الحكومية الذي كان من المفترض الانتهاء منه في يونيو/حزيران 2024، لكن تم تمديده لشهر ديسمبر/كانون الأول من العام الجاري، بسبب تدني العروض المقدمة على بعض الطروحات الحكومية.
وقد زاد الحديث عن مشروع تطوير أرض رأس جميلة بشرم الشيخ على البحر الأحمر في جنوب سيناء بعد أنباء عن دخول مستثمرين سعوديين في مشروع التطوير، في أعقاب الإعلان عن مشروع تطوير رأس الحكمة الذي وقعت الحكومة اتفاقية شراكة بشأنه مع الصندوق السيادي بأبوظبي، الشركة القابضة (إيه.دي.كيو).
وتقع منطقة “رأس جميلة” على ساحل البحر الأحمر ضمن امتداد مدينة شرم الشيخ بمحافظة جنوب سيناء، وتبلغ مساحة المنطقة نحو 860 ألف متر، وتتميز بقربها من مطار شرم الشيخ الدولي.
وتطل “رأس جميلة” على جزيرتي “تيران وصنافير” في البحر الأحمر، التي تنازلت عنهما مصر للسعودية عام 2016 بمقتضى اتفاق أقره البرلمان أثار ردود فعل شعبية كبيرة.
وتقع “رأسجميلة”أيضا بالقرب أيضا من موقع سيقام فيه جسر عبر البحر الأحمر، وهي فكرة كشفها ملك السعودية، سلمان بن عبد العزيز، خلال زيارة إلى القاهرة، في عام 2016.
يذكر أن صحيفة عكاظ السعودية، قد نشرت خبرا في فبراير الماضي يؤكد استعداد مصر لعرض الأرض على السعودية قبل أن تسحب الصحيفة التقرير من موقعها على الإنترنت.
وقالت السعودية في 2018 إن مصر تعهدت بمساحة واسعة في جنوب سيناء لاستكمال مدينة نيوم قبالة مضيق تيران.
وفي غياب أي إعلان رسمي بشأن صفقة جديدة محتملة مع السعودية، ذكرت تقارير عدة نقلا عن مصادر أن السعودية تقترب من التوصل إلى صفقة بقيمة 15 مليار دولار مع الحكومة المصرية.
يذكر أن منصور عبد الغني، المتحدث باسم وزارة قطاع الأعمال، قد نفى خلال مداخلة هاتفية مع برنامج “الحكاية”، عبر قناة “أم بي سي” خلال فبراير الماضي ، وجود أي جهة تتفاوض مع الوزارة من أجل الاستثمار في منطقة “رأس جميلة”