معاناة الطفلة سجى جنيد.. تفضح عجز المجتمع الدولي عن حماية المدنيين في غزة
تعرضت سجى جنيد، 4 سنوات، لحروق شديدة شوّهت وجهها نتيجة غارة إسرائيلية على منزلها، وبعد فشل كل محاولات أخرتها لعلاجها بسبب العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر الماضي، ورغم صدور قرارا دولية من مجلس الأمن الدولي بوقف الحرب، لكن المجتمع الدولي يقف عاجزا عن إجبار إسرائيل على تنفيذ القرار.
وأثناء وجود سجى في مستشفى الشفاء بمدينة غزة شمال القطاع لتلقي العلاج، قام جيش الاحتلال بحصارها لمدة 3 أيام دون توفر أي علاج أو غذاء لها.
قام والد الطفلة الجريحة بنقلها مشيًا على الأقدام لمدة 8 ساعات متواصلة للوصول إلى مستشفى شهداء الأقصى وسط قطاع غزة.
لم يعد وجه الطفلة سجى جنيد، ابنة السنوات الأربع، يشعّ بابتسامتها الجميلة المعتادة التي كانت تعتبر سمة مميزة لها، فقد حلّت محلها ندوب حروق تركتها غارة إسرائيلية خلال الحرب على غزة، لتغطي ملامحها بحزن وألم.
وقد زار مراسل الأناضول الطفلة سجى وهي على سرير علاجها في مستشفى شهداء الأقصى في مدينة دير البلح وسط القطاع، حيث ترقد مضمّدة الرأس، بينما يظهر وجهها الصغير غارقا بندوب الحروق.
دمية تحاول إعادة بسمة سجى
تلك الندوب، بمظهرها الذي غيّب جمال وبراءة الطفولة، لم تكن مجرد علامات على جسد الطفلة سجى، بل شكَّلت آثارًا مؤلمة حفرت في روحها الصغيرة ستصاحبها مدى الحياة.
وبجانب سجى، يقف والدها بلال جنيد، حاملاً في يديه دمية صغيرة، ترتدي فستانًا أحمر، جلبها لتسلية طفلته أملا في تشتيت ذهنها عن معاناتها.
وعلى الرغم من الألم الذي يعصف بجسده وروحه جراء ما حدث لابنته، إلا أن بلال جنيد يظل على الدوام مصممًا على جلب السعادة لها، حتى لو كانت لحظات قصيرة.
ومع استمرار الألم الشديد وندوب الحروق التي تعلو وجه الطفلةالريئة، يبقى حالها دون إطلاق ابتسامتها المعهودة.
ويحاول والدها الذي يتأملها بعمق بكل الإمكانيات لإخراجها من دوامة الآلام والمعاناة إلى لحظات سعادة وأمل، رغم الصعوبات التي تواجههم، وخاصة خلال رحلة علاجها الذي لم يعد متوفرًا في القطاع بسبب الحصار والحرب الإسرائيلية الشرسة.